الماكياج لم يعد للنساء فقط.. بل للرجال أيضا حيث أكدت دراسة حديثة أن النساء في مصر يكلفن أزواجهن 3 مليارات جنيه مصري سنويا علي مستحضرات التجميل وأن ما يخص الرجال من تلك المستحضرات الخاصة بعناية البشرة يصل إلي 30% من الإنتاج. أما الخليجيات فتنفقن ما يفوق 6 مليارات ريال سنويا علي العناية بالتجميل.. كل ذلك كان دافعا لكي يحقق سوق مستحضرات التجميل والعناية بالجمال زيادة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط. وقد بلغ التقدم والتنافس الشديد بين الشركات العالمية، إلي استخدام إحدي الشركات الكندية تقنيات النانو تكنولوجي الحديثة للقضاء علي التجاعيد والمحافظة علي نضارة البشرة، فهي تجارة رائجة تدر ربحا كبيرا، إذ تبلغ مبيعات المستحضرات التي تعالج بشرة الوجه فقط ما يعادل 7 مليارات دولار، وتزداد بمعدل 6% سنويا. وتعتبر صناعة مستحضرات التجميل في مصر من الصناعات الواعدة التي تغطي السوق المحلية، وتقوم بتصدير إنتاجها إلي العديد من دول العالم، وخاصة منطقة الخليج بالرغم من تواجد أرقي الماركات العالمية في أسواقها والتي لا يقبل عليها المستهلك المحلي لارتفاع اسعارها، بالرغم من حملات الدعاية المكثفة التي تقوم بها الشركات العالمية في وسائل الإعلام المختلفة، والتي قد تؤتي ثمارها بعد انخفاض اسعار تلك المنتجات نتيجة لإلغاء الجمارك التي تصل إلي 32% علي جميع مستحضرات التجميل والعطور المستوردة فبحسب اتفاقية التجارة الحرة سوف يتم تخفيض الجمارك تدريجيا حتي تصبح صفرا بحلول عام 2113 مما اثار العديد من المخاوف لدي المنتجين خوفا من انهيار الصناعة واغلاق المصانع فبالرغم من رادءة مستحضرات التجميل الصينية التي تغرق الاسواق الشعبية وتباع علي الارصفة بل وفي المولات الكبري، إلا انها اثرت بالفعل علي مبيعات المصانع المحلية باعتراف المنتجين فهي تجد اقبالا من المستهلك المحلي لانخفاض اسعارها بشكل مبالغ فيه يؤكد الشك في صلاحية المواد الكيميائية التي تستخدم في تصنيعها والتي لا تخضع لأي رقابة. وقد يظن البعض ان الوقت مازال مبكرا لهذا القلق ولكن لماذا لا نستعد منذ الآن ونفكر لانفسنا بدلا من انتظار الكارثة ثم نبدأ في البحث عن حلول لمواجهة اغراق المستورد كما حدث في صناعة الملابس الجاهزة التي انهارت بعد الغاء الرسوم الجمركية علي الاستيراد. كحول وايسانس تؤكد هدي الشبراويشي "شركة الشبراويشي للعطور" ان قرار الغاء الجمارك علي مستحضرات التجميل المستوردة سوف يضر بالصناعة المحلية ابلغ الضرر فصناعة العطور المحلية تعاني من اعباء عديدة اهمها الضرائب المرتفعة التي تصل إلي نسبة 25% حيث تعتبر الدولة ان العطور ومستحضرات التجميل والكريمات نوع من الكماليات بالاضافة إلي ارتفاع أسعار الكحول الايثيلي المكون الاساسي في صناعة العطور حيث يتم فرض ضريبة علي لتر الكحول تبلغ 10 جنيهات كاملة، مما أدي إلي رفع سعر اللتر إلي 15 جنيها بالرغم من ان سعره في الخارج 3 جنيهات فقط! ولذا تلجأ مصانع بير السلم او محلات تراكيب العطور التي يقبل عليها الكثيرون لانخفاض سعرها إلي استخدام الكحول الميثيلي بالرغم من تأثيره الضار جدا علي جلد الانسان وتحريم استخدامه في الصناعة. اما الايسانس الذي يعطي الرائحة المميزة للعطور (بحسب قول هدي) فقد ارتفع سعره من 100 جنيه إلي 1000 جنيه للكيلو وعجينة الياسمين التي تستخدم في صناعة العطور الطبيعية الفاخرة يتراوح سعرها ما بين 25 - 26 الف دولار للكيلو وفي الماضي كنا نزرع الياسمين ونصدره، اما الآن فقد انتهت تماما زراعته في مصر، فانتاجية الفدان محدودة فعدة اطنان من الياسمين تعطي 2 او 3 كيلوات فقط من الزيت بعد عصره، ولم تعد هناك الايدي العاملة من الصبية الصغار لجمعه في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس حتي لا يجف زيته، وقد اصبح الجميع في الوقت الحالي يستخدمون مواد صناعية بتروكيماوية بنسبة 80%.