سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"سجن العقرب" مقبرة الإرهابيين.. يستقبل شباب الثورة.. أنشأه مبارك فى التسعينيات.. أبرز معتقليه "الإسلامبولى والظواهرى".. عاشت فيه "الإخوان" معظم سنوات حياتها.. وبعد الحكم زجت فيه بمعارضيها
يبدو أن مصر لم تتغير رغم مرور أكثر من عامين على أحداث ثورة 25 يناير، فما زالت العقلية الأمنية التى طالما تعامل بها مبارك مع معارضيها تستعين بها جماعة الإخوان المسلمين لتكرار ما تعرضوا له طوال حكم سابقيهم، فنفس السجون إلى ألقوا فيها ونفس أساليب التعذيب التى تعرضوا لها يلقاها اليوم معارضوهم. ويأتى سجن العقرب بطرة أحد أشهر السجون التى حفظ فيها إرهابيو التسعينيات وقيادات الإخوان جدرانه وملامحه، يطبقونه اليوم مع شباب حركة 6 إبريل، والتى أعلن أعضاؤها المعتقلون به عن إضرابهم عن الطعام بعد حبسهم بشكل غير قانونى بالسجن الأشهر بين السجون المصرية. "العقرب" والذى يطلق عليه "طرة شديد الحراسة" هو أحد سجون منطقة طرة "ب" ويقع ضمن مجموعة سجون طرة والتى تضم سجن مزرعة طرة العمومى وعنبر الزراعة وملحق المزرعة، بينما يقع سجن العقرب على بعد 2 كم من بوابة منطقة سجون طرة الرسمية، محاطًا يصل ارتفاعه ل7 أمتار وبوابات مصفحة من الداخل والخارج. فكرة إنشاء السجون شديدة الحراسة التى ينتمى إليها سجن العقرب تعود إلى اقتراح مجموعة من ضباط الشرطة عقب عودتهم من بعثة تدريبية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسرعان ما رحبت وزارة الداخلية بالفكرة حيث اعتبرتها فكرة خلاقة وكافية لسد ما اعتبرته الوزارة عجزًا فى سياستها مع الجماعات المسلحة، واستغرق بناء سجن العقرب عامين، حيث تم الانتهاء من تأسيسه عام 1993. يتكون سجن العقرب من 320 زنزانة مقسمة على 4 عنابر أفقية تأخذ شكل حرف H، كل زنزانة يوجد بها مصباح قوته 100 وات تتحكم به تقلبات السياسة العقابية فى إدارة السجن، وهناك مساحة أخرى تتكون من 25 مترًا فى 15 مترًا على شكل حرف L تستخدم للرياضة، بالإضافة إلى 20 زنزانة تستخدم كعنابر تأديب خاصة بالمعتقلين السياسيين، تم افتتاح سجن العقرب على يد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، والذى حرص على أن يكون السجن قادرًا على إخفاء المعتقلين، إضافة إلى أن كل عنبر بالسجن ينفصل بشكل كامل عن باقى العنابر الأخرى وبمجرد غلق بوابته الخارجية المصفحة حتى لا يتمكن المعتقلون من التواصل مع بعضهم عبر الزنازين. بعد افتتاح السجن عام 1993 وضع به أول مجموعة من الجماعات الإسلامية من عناصر وقيادات تنظيم طلائع الفتح وأفراد بقضية السياحة وأيضا قضية الشوقيين بمحافظة الفيوم، حيث خطط جهاز أمن الدولة ليصبح هذا السجن فى استقبال قادة الجماعات الإرهابية فى هذا التوقيت، وتم غلق السجن لمدة 10 سنوات من عام افتتاحه حتى عام 2001 بعد قيام أفراد الجماعات الإسلامية بشن حملة قوية ضد التعذيب فى السجن. الاسم الرسمى المكتوب على سجن العقرب فى الخارج سجن 992، وكان السجناء منذ البداية يتعاملون معه على أنه سجن سيئ السمعة نظرًا؛ لأنه كان مزودًا بكاميرات مراقبة حديثة، ويلقى فيه السجناء معاملة سيئة سواء عن طريق الضرب المبرح يوميا أو إجهاد الجسد أو عن طريق منع الطعام، أو قطع العلاقة بالأهل، إلى جانب جلد السجناء وإغراقهم بالمجارى. كما كان أكثر من سجنوا بالعقرب من الإسلاميين وقيادات الإخوان وكان أشهرهم محمد شوقى الإسلامبولى، الشقيق الأكبر لخالد قاتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأيضًا الشيخ محمد ربيع الظواهرى شقيق الدكتور أيمن الظواهرى، والمتهمين فى قضية انفجار كنيسة القديسين.