قبل عشرات السنين، تميز المجتمع المصري بالانفتاح، وهذا ما برز جليا من خلال الأفلام السينمائية، ولكن ما وصل إليه الحال حاليا، يثير الريبة والاستغراب، فمشاهد التحرش الجنسي، وانتهاك أجساد الفتيات، تتكرر كل يوم دون رادع لها، ومن خلال السطور التالية تستعرض «فيتو» أبرز تلك الوقائع. فتاة الزقازيق كانت آخر تلك الوقائع الشنيعة مساء أمس الخميس، حينما شهدت مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية مطاردة عشرات الشباب لإحدى الفتيات، مرتدية ملابس مثيرة ولافتة للانتباه بمنطقة القومية. فيما ذكر شهود عيان، أن عددا كبيرا من المراهقين بمجرد مشاهدتهم للفتاة، تجمعوا حولها، وقاموا بالتحرش بها لفظيا وجسديا، وحاول الكثير إبعادهم عنها ولكنهم فشلوا في ذلك الأمر. وأكد مصدر أمني في تصريحات خاصة ل«فيتو»، أن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغا بالواقعة، وتحركوا على الفور لإنقاذ الفتاة، وأطلقوا رصاصات تحذيرية لتفريق المتجمهرين حول الفتاة، واحتواء الموقف، موضحا أنه تم إخراج الفتاة واقتيادها لقسم الشرطة قبل تعرضها للاعتداء. مركب نيلي وفي واقعة أخرى لا تقل شراسة عن السابق، في سبتمبر 2015، فقدت إحدى الفتيات وعيها بعد تعرضها لحفلة تحرش جماعي أعلى كوبري عباس بالجيزة، مع مجموعة من صديقاتها. وكانت الفتيات في أحد المراكب النيلية بكورنيش النيل، وحاولن الدفاع عن أنفسهن أمام المتحرشين، فسقطت إحداهن، وقاموا بإسعافها. الوفاة المشاهد المروعة لا تنقطع، ففي بداية سبتمبر 2014، لفظت فتاة بكلية اللغات والترجمة، في إحدى الجامعات الخاصة أنفاسها الأخيرة، بعدما ألقت نفسها من أعلى كوبري قصر النيل، هروبا من التحرش. فتاة جامعة القاهرة أما المشهد الأبرز الذي يتذكره الجميع وضجت به الأوساط الإعلامية، فكان واقعة التحرش الجماعي بفتاة في جامعة القاهرة، ففي مارس 2014، تعرضت إحدى الطالبات بكلية الحقوق جامعة القاهرة للتحرش الجماعي وسط الحرم الجامعي. وقد حاول المتحرشون تجريد الفتاة من ملابسها والاعتداء عليها، ما دفعها للهروب لتحتمي بحمام الجامعة، لتحمي نفسها. وعلق الدكتور «جابر نصار» رئيس جامعة القاهرة، على الواقعة قائلا: « إنها دخلت الجامعة بعباءة لتخلعها فيما بعد وتظهر بلباس غير لائق». محاكمة عاجلة وفي هذا السياق، يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن كثيرا من الشباب حاليا أصبحوا مرضى نفسيين، ترسخ في نفوسهم سلوك الحيوانات، نظرا لافتقاد القيم والأخلاق والهوية الدينية، فمبدأ الخطأ هو السائد بدلا من الصواب. كما أضاف في تصريحات خاصة ل«فيتو» أن السبب الرئيسي في تلك الشهوة الجنسية هو جميع المثيرات الجنسية حولنا من أفلام سينمائية، وبرامج ومقاطع إباحية، وغياب القانون الرادع في حالات الاغتصاب والتحرش. وأشار إلى أهمية تكثيف الحملات والندوات التثقيفية لمواجهة الظاهرة، وتوعية الشباب والأطفال بخطورتها، وضرورة وضع قانون للمحاكمة العاجلة للمتحرشين والمغتصبين، والإعلان عنه لمواجهة الظاهرة.