رغم ما تتميز به كافة المطارات المصرية من أمن وأمان يضاهى أفضل المطارات العالمية، إلا أن هناك بعض الدول التي استغلت حادث تحطم الطائرة الروسية بعد إقلاعها ب25 دقيقة من مطار شرم الشيخ الدولى في 31 أكتوبر 2015، وقررت وقف رحلاتها، وبدأت مرحلة جديدة في مشوار التفتيش الأمني لبعض المطارات المصرية، للتأكد من سلامة الإجراءات الأمنية المتبعة لدى الركاب والأمتعة والبضائع، إلى جانب دخول العاملين في المطارات المنطقة الجمركية، رغم إدراك كافة اللجان الأمنية لتلك الدول الأجنبية، أن الإجراءات الأمنية المطبقة في المطارات المصرية تتماشى مع القواعد والضوابط والمعايير الدولية التي تم تحديدها من قبل المنظمة الدولية للطيران المدنى ( الإيكاو). بعض الدول تراجعت في قرارها، وبدأت في تشغيل رحلاتها بينما روسيا وبريطانيا لم يتخذا حتى الآن قرارا باستئناف الرحلات، الأمر الذي يمكن وصفه بأنه قريب الشبه بلعبة "القط والفأر" التي تمارس الآن دون تحديد موعد لإنهاء اللعبة التي أصبحت غير مرضية للجانب المصري، لاعتبارات كثيرة من بينها أن المطارات المصرية آمنة تماما، وقلما يجد هؤلاء إجراءات أمنية في دول العالم على مستوى الإجراءات المطبقة في المطارات المصرية، وهناك تلميحات من وقت وآخر بقرب استئناف الرحلات الروسية وكأنها طوق النجاة للسياحة المصرية. تصريحات المسئولين الروس تتغير من يوم لآخر، مرة بحجة عدم الانتهاء من أعمال اللجان الأمنية الخاصة بها في المطارات المصرية، من جانبه أجرى الوفد الأمني الروسى جولات مكوكية لتفقد الإجراءات الأمنية في المطارات، وفى مقدمتها مطار القاهرة الدولي، وبخاصة مبنى الركاب الجديد (2) المقرر اقلاع رحلات شركة طيران أيروفلوت الروسية منه وأبدى ارتياحه وإعجابه وشهادته بأن المبنى على أعلى مستوى من التأمين الذي يضمن الأمن والسلامة. كما حاول الوفد الأمني الروسى اختبار يقظة الأمن في المبنى عندما اصطحب معه هيكل قنبلة وتم كشفها وهو إجراء غير طبيعى يتم لأول مرة، وكان يتمنى اختراق الأمن الذي كان على أعلى درجة من اليقظة. ويبقى السؤال ماذا كان يحدث لو تم تمرير هيكل القنبلة التي كانت بصحبة أحد أعضاء اللجنة ؟!.. أزعم أن نجاح الاختراق كان سيؤدى إلى عواقب وخيمة قد يلجأ لها الوفد الروسى الذي كان يتمنى عكس ما تحقق من نجاح في إحباط تلك المحاولة الفاشلة صنيعة الوفد الروسى الذي أصيب بخيبة أمل بعد فشل مخططهم في الاختراق الأمني. المسئولون في الطيران المدني، وفى مقدمتهم شريف فتحى وزير الطيران يرون أن المطارات المصرية مؤمنة تماما، وأن الإجراءات المتبعة تتوافق مع المعايير الدولية وكل مايتم إضافته يأتى في مصلحة الأمن والسلامة التي دائما وأبدا على قائمة الأولويات. المخطط الذي تم إحباطه في المبنى الجديد بمطار القاهرة، تكرر في مطار برج العرب بالإسكندرية، عندما حاول راكب روسى اختراق الأمن، وبحوزته هيكل قنبلة أثناء سفره إلى تركيا، وتم ضبطه وإحالته للنيابة العامة للتحقيق معه، وهنا يتبين لنا وجه التشابه ما بين اللجنة الأمنية الروسية التي لجأت إلى اصطحاب هيكل القنبلة في مطار القاهرة والراكب الروسى الذي اصطحب معه نفس الهيكل في مطار برج العرب، الأمر الذي يدعو إلى الاندهاش والحيرة من أمر الروس ولكن النتيجة واحدة، إحباط المحاولتين بنجاح يؤكد يقظة رجال الأمن أثناء إجراءات التفتيش لدى الركاب الأمر الذي أدى إلى قيام المهندس محمد سعيد محروس، رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية بتكريم الرائد شريف محمد أحمد فودة بأمن الموانئ بمطار برج العرب وأمين شرطة هانى شوقى عرفة قاسم من قوة شرطة تأمين مطار برج العرب ومنحهما شهادة تقدير ليقظة رجال الأمن وإحباطهم محاولة تهريب هيكل قنبلة.