زيارة الوفد الأمني الروسي الأخيرة لمطار القاهرة الدولي كانت بمثابة اختبار عملي لقياس مهارة وقدرة الأفراد علي التأمين الأمثل لرحلات الطيران بكافة جوانبها. تعمد الوفد أن يصطحب معه هياكل قنابل أثناء دخوله الدائرة الجمركية خلال جولته في مبني الركاب الجديد "2" بمطار القاهرة وتم كشفها في إشارة واضحة بأن رجال الأمن بالمطار علي أعلي درجة من المهارة أثناء إجراءات التأمين المتبعة لدي الركاب وحقائبهم وقد انتهت جولة الروس دون الخروج بملاحظة واحدة وهو ما جعلهم يثنون علي أداء المصريين في التأمين وإهداء شرطة الميناء إحدي الدروع تقديرا لهم. قد يري البعض أن ما قام به الوفد الروسي به شيء من المبالغة والتي لم تشهدها مطارات العالم خاصة وان جولات التفتيش سواء من قبل الهيئات أو المنظمات العالمية الهدف منها الاطمئنان علي سلامة الإجراءات الأمنية في كافة مراحلها بداية من دخول الراكب الدائرة الجمركية بصحبة حقائبه وحتي صعوده علي الطائرة ولم نر علي الاطلاق قيامهم بعمل اختبار من نوع هياكل قنابل الأمر الذي يعد سابقة فريدة من نوعها. والبعض الآخر يري ان ما حدث يعد تجاوزا من الوفد الأمني وله معان كثيرة لا يجب الخوض فيها لكن ما يجب التوقف عنده هو يقظة ومهارة أمن المطار الذي أفسد مخططهم في مرور هذه الهياكل علي أجهزة التأمين بسلام دون اكتشافها ويبقي السؤال هل بعد هذا التفتيش وتقدير الوفد الروسي لشرطة مطار القاهرة تعود السياحة الروسية للقاهرة؟ أزعم ان عودة السياحة الروسية تتوقف علي مدي رغبة الجانب الروسي في تشغيل الرحلات ما بين روسياوالقاهرة واستعدادهم للتشغيل خاصة وان جميع المبررات والحجج التي تناولها منذ وقوع حادث تحطم الطائرة الروسية في 31 أكتوبر 2015 بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ لا أساس لها وأن إجراءات التأمين بالمطارات المصرية تفوق ما يتم في المطارات العالمية وهذه حقيقة لا يمكن أبدا تجاهلها.. رغم ذلك لم يتم اتخاذ قرار بعودة السياحة الروسية وما يتم تناوله في وسائل الإعلام لا يمت بصلة للحقيقة بل يوجد تعتيم إعلامي من قبل الإعلام الروسي بشأن موعد عودة الرحلات وإيحاءات من قبلهم بعدم عودتها خلال هذه الفترة الأمر الذي يحتم علي القائمين علي شئون السياحة في مصر ألا يعقدوا الأمل في أن السياحة الروسية هي طوق النجاة لتنشيط الحركة السياحية وعليهم ان يبحثوا عن أسواق جديدة إذا أردنا فعلا ان ننهض بالسياحة في المرحلة القادمة.. ليس فقط بالأماني تتحقق أهدافنا.. لكن بالعمل والجهد والفكر المستنير يتحقق ما نصبو إليه. المهم ان نبدأ من خلال منظومة ومخطط ونحسن الأداء لنجني الثمار بدلا من أن يطول الانتظار لشيء ما ثم نستيقظ فجأة علي سراب ووهم.. دعونا ننطلق للأمام ولا نلتفت للوراء.