«انزل يا محمد أبوك لقي آثار» رسالة وصلت إلى الكثير منا على هاتفه، ولا أحد يعلم من ورائها، ولكنها تكشف عن لهث كثير من المصريين وراء الثراء السريع وسيطرة فكرة بيع الآثار على بعض الأهالي الذين يقطنون أماكن تاريخية وتراثية. ولم تكن القاهرة بعيدة عن هوس أهلها أيضا بآثارها، حيث تنتشر الأماكن الأثرية داخل العاصمة، التي تحتوي على آثار إسلامية وفرعونية، في العديد من الأحياء، حيث يزخر شرق العاصمة بالآثار الفرعونية في مناطق عين شمس والمطرية "مدينة أون" سابقا، أما مناطق وسط القاهرة والخليفة والسيدة زينب، فتزخر بالآثار الإسلامية، التي تعود إلى الدولة الفاطمية. الاستعانة بالدجالين وأصبح التنقيب عن الآثار في هذه المناطق "هوس" يصيب سكانها، فهناك من لجأ إلى الدجالين، وآخرون عرضوا سلامة بيوتهم للخطر بالحفر بمسافات عميقة للتنقيب، بل انتشرت على صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تعلن عن فرق تستطيع اكتشاف وجود آثار من عدمه من خلال فك طلاسم ورموز وشفرات. عقار الخليفة وكان من أشهر الوقائع التي شهدتها محافظة القاهرة خلال الفترة الماضية بشأن التنقيب عن الآثار، القبض على عامل وشقيقه كانا ينقبان عن الآثار أسفل عقار بحي الخليفة، وأثناء تنقيبهما ظهرت سرداب يشتبه في أثريته وأنه يؤدي إلى قلعة صلاح الدين. وتم القبض على 4 أشخاص لتنقيبهم عن آثار أسفل عقار بالجمالية، بشارع المعز لدين الله الفاطمي، نتج عنه هبوط أرضى بزاوية بجوار مسجد الحاكم بأمر الله. هبوط أرضي ولم تكن هذه الواقعة الوحيدة التي تشهدها الجمالية، فهناك الكثير منها، ويستخدم الأهالي خلالها سلم خشبى، وكوريك، وكشاف، وحبال مزودة بخطافات، ويقومون بحفر حفرة عميقة قد يصل عمقها إلى 15 مترا، بحثًا عن الآثار، وسرعان ما يتسبب التنقيب الخاطئ في هبوط أرضى أو موت أحد منهم، أو تصدعات في البيت بسبب الحفر. وفي حى المطرية، الذي شهد مؤخرا استخراج تمثال رمسيس الثاني مؤخرا، تكثر قضايا ضبط التنقيب عن الآثار والتي ترشد رجال المباحث أحيانا عن مسجلين خطر يقومون بالحفر من خلال تشكيل عصابي.