البحيرات الشمالية "المنزلة والبرلس" ومعهما قارون، حصون للطبيعة والتنوع النباتى تأبى يد البشر أن تتركها دون مساس، وكأن هناك من أقسم على أن يغزو التلوث كل شيء البشر والشجر والحجر، فرغم أهمية تلك البحيرات من الناحية العملية كمورد مهم للأسماك والعلمية كونها حائط صد أمام غرق الدلتا المنتظر مع ارتفاع معدلات الاحتباس الحراري المستمرة، إلا أن الإهمال والتخريب مستمر وباعتراف الجهات الحكومية التي تقف عاجزة عن التصرف أمام إهدار ثروات هذا البلد. تعتبر بحيرة المنزلة واحدة من أكبر البحيرات الشمالية حيث بلغت مساحتها عام 1800 نحو 750 ألف فدان ومع استمرار عمليات الردم للبحيرة والتعديات فيما بعد على حرمها المعترف به من الدولة تقلصت إلى 185 ألف فدان وفق آخر إحصائيات هيئة الثروة السمكية عام 2014، وتضم البحيرة داخلها محمية أشتوم الجميل إحدى المحميات الطبيعية ومساحتها 171 كم وتقع في مواجهة خط سير هجرة الطيور، وتحتوي محمية أشتوم الجميل على مجموعة مواطن رئيسية يتميز كل موطن منها باحتوائه على عدد من الأنواع المتميزة، وهى السبخات الملحية والتكوينات الرملية وطرح البحيرة والجزر داخل البحيرة وشاطئ وماء البحيرة. ويقدر العدد الكلى للنباتات الموجودة داخل حدود المحمية بحوالى 77 نوعا منها 23 نوعا حوليا و54 نوعا معمرا وتنتمى إلى30 عائلة، وتظهر الأنواع النباتية بالمحمية صورا عديدة من التأقلم المورفولوجى والتشريحى والبيئى للنمو والتكاثر فى هذه الأراضى التى يرتفع بها المحتوى المائي. ووفقا لتقرير وجهته هيئة الثروة السمكية إلى رئاسة مجلس الوزراء فإن حجم مياه الصرف الصحى والصناعى والزراعى التي تضخ في مياه البحيرة يبلغ نحو 6.8 مليارات متر مكعب من مياه الصرف سنويًا، 6.6 مليارات منها صرف زراعى فقط، بينما يبلغ حجم الصرف الصناعى والصحى 200 مليون متر مكعب. ووفقا لمصادر بهيئة الثروة السمكية فإن حجم تلك الملوثات هائل وغيًّر كثيرًا من طبيعة البحيرة التي لم ترحمها مياه المصارف وأدى ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة المياه بشكل مناسب لنمو البكتيريا في معظم الفئات، وارتفاع درجة الحرارة ودرجة الحموضة وقيم المياه بصفة عامة في معدلات تسمح بمقدرة البكتيريا على البقاء بصورة كبيرة خاصة في منطقة بحر جريدة لانتشار النباتات المائية. وتسببت مياه الصرف في تغير في قيمة الأس الهيدروجينى الذي كان دائما في الجانب القلوي، ما يهدد بتدمير الحياة البحرية والبرية في المحمية التي تحتضن نحو 263 نوعًا من الطيور تمثل 52 جنسا و27 عائلة، وتمثل الطيور المائية 42 نوعًا بنسبة64 % والطيور الأرضية 24 نوعًا بنسبة 36% وتعتبر بحيرة المنزلة من أكبر البحيرات إنتاجا للأسماك إذ يبلغ إنتاجها السنوى 60 ألف طن بنسبة 35 % من إنتاج البحيرات الشمالية والذى يقدر ب 172 ألف طن سنويا ينتج من المحمية وحدها 25 ألف طن بين أسماك الماء العذب والماء المالح. أما محمية بحيرة قارون فهى أيضا من المناطق التي صدر قرار باعتبارها محمية طبيعية عام 1989 وتقع في الفيوم ووفقا لتقرير لهيئة الثروة السمكية فهى تعتبر الأثر المتبقى لبحيرة موريس القديمة والتي كانت من أغنى مراكز الصيد القديمة، وتحدث عنها هيرودوت الذي زار مصر عام 450 قبل الميلاد.