"روزاليوسف" تُطالب عبدالناصر بالثقة فى الشعب

كتبت السيدة روز اليوسف، صباح 11 أبريل 1953، مقالا بمجلة روزاليوسف، عبارة عن خطاب مفتوح موجه الى البكباشى جمال عبدالناصر، قالت فيه: "تحية أزكى بها شبابك الذى عرضته للخطر، وجهدك الذى تنفقه من أجل الوطن، تحية من سيدة عاصرت الحوادث وانفقت عمرها تتامل الوجوه القديمة حتى كفرت بكل وجه يحمل علامة القدم، وهى اليوم تسعد برؤية الوجوه الجديدة تزحف وتنال فرصتها الكافية"..
وتابعت: "لكنك وحدك لن تستطيع فعل كل شىء ولا بالمعونة الخالصة من إخوانك وأصدقائك، وكل الذين تثق بهم، فلابد لك من معونة الذين لا تعرفهم أيضًا، الذين يعيشون فى جو غير جوك، ويتاثرون بعوامل غير التى تؤثر فى أصدقائك، ويمرون بتجارب كثيرة متنوعة لا يمكن أن يمر بها واحد من الناس ولا 10 ولا ألف".
وأضافت: "قرات لك حديثا تطالب فيه بالنقد وبالآراء الحرة النزيهة، ولو خالفتك، ولكنى أعتقد أن الرأى لا يمكن أن يكون حرًا طليقًا، وعلى الفكر قيود، وإذا فرض وترفقت الرقابة بالناس واستبدلت حديدها بحرير فكيف يتخلص صاحب الرأى من تاثيرها المعنوى عليه، يكفى أن يوجد القيد ليتحسس كل واحد يديه، ويكفى أن يشم المفكر رائحة الرقابة ليتكبل فكره وتتردد يده ويصبح أسيرا بلا قضبان".
وقالت: "انت تخاف من اباحة الحريات ان يستفيد منها الملوثون والمغرضون، ولكن صدقنى إن هذا النوع من الناس لا يكون لهم خطر إلا فى ظل الرقابة وتضييق الحريات، ولا تصدق ما يقال من أن الحرية شىء يباح فى وقت ولا يباح فى وقت آخر، فانها الرئة الوحيدة التى يتنفس بها المجتمع ويعيش، والإنسان لا يتنفس فى وقت دون آخر، إنه يتنفس حين ياكل، وحين ينام، وحين يحارب، إن التجربة لا تحتاج إلا إلى الثقة فى المصريين، وانت أول من تجب عليه الثقة فى المصريين".