(قرار عدم إدراج مصر على قوائم حظر السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤكد مدي ثقة أمريكا بكل أجهزتها المعنية في قدرة السلطات المصرية في إحكام سيطرتها وتوفير الأمن والأمان رغم ما تقوم به من خوض معركتها ضد الإرهاب وقد تجسد هذا المعني في قول جون كيلي وزير الأمن الداخلي الأمريكي، عندما أكد أن قرار الرئيس الأمريكي يعود إلى الثقة في قدرة الأجهزة الأمنية المصرية.. شهادة كيلي تعد بمثابة صفعة على وجه كل من شكك في قدرة الأجهزة الأمنية في مصر على توفير الأمن والأمان بعد فترة قصيرة من التسيب وعدم الاستقرار في أعقاب أحداث 25 يناير 2011 التي شهدت توترًا داخل الشارع المصري وقيام جماعة الإخوان الإرهابية بتأجيج المشهد الدرامي الذي عايشناه وارتكاب الجرائم من كل نوع وكانت ثورة 30 يونيو بمثابة طوق النجاة للوطن وبداية للاستقرار والهدوء بعد التخلص من حكم تلك الجماعة الشيطانية التي استحلت قتل الشعب ونهب ثرواته وأيضًا بيع الوطن.. وها نحن نري مصر تتزين من جديد بثوب الحرية والبطولة وإعمار الوطن.. قرار ترامب ينم عن أن مصر تعود من جديد إلى أحضان الدول المستقرة بعد أن استردت عافيتها وقوتها والسير في طريق التقدم بصرف النظر عما تعانيه من مشكلات وأزمات ولكن بإصرار الأبطال من المصريين سوف نعدى كل الحواجز والعقبات بالمثابرة والصمود والعمل الجاد البناء.. شهادة ترامب بالأمن والأمان في أرض المحروسة تزيدنا إصرارًا للمحافظة على مكانتنا ولعل الرسالة قد وصلت دولتي روسيا وبريطانيا وبعض الدول التي تحذر رعاياها من السفر إلى مصر رغم إدراكهم أنها بلد الأمن والأمان.. روسيا التي أوقفت الرحلات الجوية بكل أنواعها المنتظم والشارتر بعد حادث الطائرة الروسية في 2015 وقيامها بإرسال لجان تفتيش لمطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة وباستئناف الرحلات.. أري أن قرار ترامب قد يجعل القيادة السياسية في روسيا تراجع موقفها ولا تتخذ عودة الرحلات أداة ضغط على المصريين للحصول على مكتسبات بعد أن كشف قرار الرئيس الأمريكي أن مصر وبخاصة مطاراتها آمنة وأجهزتها المعنية على أعلي مستويات الكفاءة لكن يبدو أن حمرة الخجل أصبحت عزيزة عند الروس.