في علاقة الحب الصادقة ربما تقل الكلمات على التعبير ليكون الفعل أصدق تعبيرا وأقوى تأثيرا من أوصاف الكلام، هكذا كان تصرف شاب لم يكتف بالوقوف حزينا على معاناة أمه فقرر التخفيف من معاناتها حتى لو كان الثمن جزءا من أعضائه. وقرر الشاب أن يهب في عيد الحب هدية العيد لأغلى إنسانة في حياته، من جسمه فتبرع بكليته لوالدته تزامنا مع "الفالنتين"، وكل أمنيته أن تعيش الأم بصحة جيدة وسعادة بعد التغلب على آلام المرض. وفي أحد المستشفيات بالدقي التقت "فيتو" بالشاب الذي طغت فرحته بقرب انتصار والدته على مرضها على ألم جسده بعد إجراء الجراحة التي خضع لها. الشاب عبد الله أشرف عبد الله البالغ من العمر خمسة وعشرين عاما رفض أن يتبرع أحد غيره لوالدته بكليته بعدما علم بمرضها بالفشل الكلوي غيره، ويقول: "رافقت والدتي منذ أكتوبر الماضي، وبعدما أوضحت الإشاعات والتحاليل أن لديها فشلا كلويا، وتحتاج لعملية نقل "كلى" بأسرع وقت، صممت ألا يقوم أحد غيري بالتبرع، وحياتي كلها فداء لأمي. وتابع، رغم أني أصغر ابن في العائلة ولدي شقيقان أكبر مني عمرا إلا أنني أصريت على إجراء العملية، وكنت مستعدا لأعطي والدتي عمري كله مش كليتي بس، ووالدي كان يريد التبرع بدلا مني ولكنني رفضت؛ حفاظا على صحته وعللت ذلك لوالدي بأني صغير السن وما زلت شابا. وأوضح "عبد الله" أن الطبيب المتابع لحالته أكد له بأن الإنسان يستطيع الحياة بكلية واحدة، وبالفعل تم إجراء العملية، قائلا: "الحمد لله، وأتمنى الشفاء العاجل لأمي؛ لتعود السعادة إلى البيت".