يبدو أن جنى الأموال أغلى بكثير من أرواح البشر، عند منتجى وصناع الدراما في مصر، فلا احترام ولا قداسة للموت، بعد رفض المنتج تامر مرسي وقف تصوير مسلسل "اللهم إنى صائم" ولو لمدة يوم واحد، حدادا على وفاة أحد العاملين بالمسلسل ويدعى «عم وزة» في حادث أليم أمام مدينة الإنتاج الإعلامي. وعلمت "فيتو"، أن بطل المسلسل مصطفى شعبان، رفض تأجيل التصوير، وهو ما أيده المنتج تامر مرسي، بحجة أن تعطيل التصوير سيتسبب في خسارة كبيرة له، خاصة وأن "شعبان" تسبب في تأجيل تصوير المسلسل أكثر من مرة. وقال مصدر من داخل فريق العمل -طلب عدم ذكر اسمه- إن الفنان مصطفى شعبان أصر على تصوير أول مشاهد المسلسل، مشيرًا إلى أنه لم يكتف بذلك، بل احتفل أيضًا مع طاقم العمل ببداية التصوير، الأمر الذي أدى إلى استغراب جميع العاملين وراء الكاميرا، الذين أصابهم الحزن والاستياء الشديد مما فعله شعبان ومرسي. وأضاف المصدر أن المنتج تامر مرسي، قرر بعد وفاة "عم وزة"، أن يعطى لأسرته مبلغا قدره 50 ألف جنيه، كتعويض، وذلك على خلفية ضغوط العمال على إدارة الإنتاج. ولا تعتبر هذه الحادثة هي الأولى، بل تكررت في أكثر من عمل درامى، ومنها مسلسل "ألف ليلة وليلة"، والذي كان ينتجه أيضًا المنتج تامر مرسي، حيث كان فريق العمل يصور أحد المشاهد في إحدى المناطق بشرم الشيخ، وأثناء التصوير سقطت "لمبة" إضاءة كبيرة على رأس أحد العاملين، وتسببت في وفاته على الفور. وقال مصدر كان يعمل في هذا المسلسل: إن بعض الفنانين أصروا على إيقاف التصوير، بسبب وفاة هذا العامل، إلا أن أفراد الإنتاج المسئولين عن إدارة موقع التصوير، قالوا "دى حاجة بتاعة ربنا ومش هنوقف تصوير"، وبالفعل استأنفوا تصوير العمل وكأنه لم يحدث شىء. وحدثت أيضًا حالة وفاة لأحد عمال الإضاءة الذين كانوا يشاركون في مسلسل "أبو ضحكة جنان" للفنان أشرف عبد الباقى، حيث إن فريق العمل كان يصور مشهدا خارجيا في أحد الطرق السريعة، وأثناء تصوير المشهد، جاءت سيارة مسرعة على الطريق، وصدمت عامل الإضاءة أثناء وقوفه على السلم، وظل العامل في المستشفى لمدة يومين. وكشف مصدر – كان يعمل في فريق المسلسل- أن الفنان أشرف عبد الباقى أوقف وقتها التصوير، لمدة يوم، واستأنف بعدها فريق عمل المسلسل التصوير، مؤكدًا أن عائلة هذا العامل حصلت على "ملاليم" كتعويض مادى. وفى العام الماضى، تعرض أحد العاملين بموقع تصوير مسلسل "مأمون وشركاه" للنجم عادل إمام، للكسر في قدمه أثناء تعليق "لمبة إضاءة" في الإستوديو، حيث سقط هذا العامل، وأصيب بكسر مضاعف في قدمه. وقال مصدر كان يعمل في المسلسل: إن العامل اضطر للجلوس في منزله لمدة شهرين بدون عمل، ولم تصرف له أي بدلات مادية، أو تعويض. الغريب في الأمر أن هؤلاء العمال ليس لهم نقابة تحتويهم أو تحقق لهم مطالبهم، ولا تأمينات عليهم تضمن لذويهم معاشا بعد وفاتهم، ومن ينتمى منهم إلى نقابة السينمائيين لا يجد أيضا من يطالب بحقوقه إذا تعرض لحادث أثناء عمله بحجة أنه لا يوجد قانون داخل نقابة السينمائيين ينص على ذلك.