12 عاما مرت على اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، في الرابع عشر من فبراير من العام 2005 في عملية تفجير ضخمة وسط بيروت ولا زال الفاعل مجهولا رغم تحقيقات المحكمة الدولية الخاصة بعملية الاغتيال. حياته: رفيق بهاء الدين الحريري، من مواليد الأول من نوفمبر من عام 1944، ولد في مدينة صيدا جنوبلبنان، أنهى تعليمه الثانوي عام 1964، ثم التحق بجامعة بيروت العربية ليدرس المحاسبة، وفي تلك الفترة كان عضوًا نشطًا في حركة القوميين العرب والتي تصدرتها آنذلك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. اتفاق الطائف: وقد لعب الحريري، دورًا مهمًا في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، وكان له دور أساسي في صياغة اتفاق الطائف وتولى رئاسة الحكومة اللبنانية في عهد الرئيس الراحل إلياس الهراوي من العام 1992 حتى العام 1998، وأيضا في عهد الرئيس الأسبق إميل لحود بين العام 2000 والعام 2004. حيث استقال من الحكومة في 20 أكتوبر عام 2004 بعد خلاف مع الرئيس إميل لحود. نهضة لبنان: لعب رفيق الحريري دورا أساسيا في إعادة إعمار لبنان، منذ عودته في نهاية الثمانينات إلى لبنان وحتى اغتياله في 2005. فقد أعاد إعمار أغلب مناطق لبنان وحول بيروت إلى العاصمة الأولى في الشرق الأوسط، وقدمت «مؤسسة الحريري» للتعليم لمنح نحو خمسة وعشرين ألف طالب في لبنان وحصّلوا علمهم في جامعات رفيعة في لبنان والعالم. فقد أسس عشرات الجامعات والمدارس والمستشفيات والمصارف والفنادق والمطاعم وكلّ المرافق السياحية، من أجل النهوض بالإنسان اللبناني. اغتياله: اغتيل في 14 فبراير 2005 عندما انفجر ما يعادل 1800 كجم من التي أن تي (TNT) لدى مرور موكبه بجانب فندق سانت جورج في العاصمة اللبنانيةبيروت. وتحملت سوريا جزء من غضب الشارع اللبناني والدولي وذلك بسبب الوجود السوري العسكري والاستخباراتي في لبنان، وكذلك بسبب الخلاف بين الحريري وسوريا قبل تقديمه لاستقالته. لجنة التحقيقات: وقد قامت لجنة من الأممالمتحدة بقيادة ديتليف ميليس بالتحقيق في الحادث حيث أشار التقرير إلى إمكانية تورط عناصر رسمية سورية وأفراد من الأمن اللبناني. وتولى قياده لجنه التحقيق بعد ميليس القاضي البلجيكي سيرج براميرتز، بينما يتولى التحقيق الآن دانيال بلمار. عروبة لبنان: ورأى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني صلاح سلام في مقال له على جريدة اللواء، إن اللبنانيين تزداد قناعتهم يوميا أن التفجير الإجرامي الذي استهدف موكب الحريري، في مثل هذا اليوم الإثنين 14 فبراير 2005، لم يكن هدفه اغتيال رفيق الحريري وحسب، بل، وأساسًا ضرب المشروع الوطني العروبي، الذي كان يقوده، والقضاء على قاعدته الاقتصادية الإنمائية الصلبة، وإزاحة خط الدفاع الأول ضد مخططات الاضطرابات والفتن المذهبية والعنصرية، التي فجّرت المنطقة في السنوات الأخيرة. القرار 1559: ويري مراقبون سياسيون أن، وراء اغتيال الحريري، هو محور "الممانعة" والذي كان يتشكل من إيرانوسوريا وحزب الله. ويعتقد مراقبون أن أهم أسباب اغتيال رفيق الحريري كان قرار مجلس الأمن الدولي (1559)؛ ونص على عدَّة بنود؛ من أبرزها: دعوة "كل القوات الأجنبية الباقية إلى الانسحاب من لبنان"، و"تفكيك كل الميلشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها"، ودعم مدّ سلطة الحكومة اللبنانية على كل الأراضي اللبنانية، وتأييد انتخاب رئيس الجمهورية المقبل "انتخابًا حرًّا... من دون أي تدخُّل أجنبي". إيران وحزب الله: ورأت إيران وحزب الله وسوريا أن القرار يستهدفهم بشكل كبير، وقدمت صحيفة دير شبيجل الألمانية، معلومات في تقرير لها سابق، أكدت فيه أن هناك أدلة تمتلكها المحكمة الدولية تفيد بتورط الحرس الثوري الإيراني والاستخبارات السورية بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. واتهم نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، في حوار مع "إيلاف"، نظام بشار الأسد وإيران بالوقوف وراء قرار اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فيما كان حزب الله مجرّد منفّذ، مؤكدًا أن "حزب الله لا يُمكنُه أن ينفذ جريمة بهذا الحجم من دون قرار إيراني مباشر". 12 عاما الفاعل المجهول: بعد مرور 12 عاما على اغتيال الحريري ما زال قاتله مجهولا، وسط غياب الحقيقة في معاقبة المدبرين والمخططين والمتواطئين والمنفذين والمحرضين والمسؤولين عن حادثة الاغتيال في 14 فبراير 2005.