أصدر 99 كاتبًا ومثقفًا فلسطينيًّا، اليوم الأحد، بيانًا موقّعًا بأسمائهم، وجّهوه إلى الرأي العامّ وإلى النائب العام الفلسطيني، يرفضون فيه مصادرة الإبداع، ويعلنون تضامنهم مع حقّ الأدباء في الكتابة والنشر. وطالب الموقّعون بالوقف الفوري لمصادرة ومنع تسويق نسخ رواية "جريمة في رام الله" للكاتب الفلسطيني عباد يحيى، معلنين فيه موقفًا واضحًا ضد مصادرة الأدب والإبداعات الثقافية الأخرى. ويأتي هذا البيان بعد أن أعلن النائب العام المستشار أحمد براك، حظر ومصادرة نسخ الرواية، بدعوى أن الرواية تضمنت بعض المصطلحات "الخادشة للحياء العام"، وهي تخل بالأخلاق والآداب العامة. وجاء البيان يقول: نحن الموقّعين أدناه، نعلن موقفنا المناهض والرافض لمبدأ مصادرة الإبداع بعامة، ونعلن تضامننا مع حقّ الكاتب/ ة في الكتابة والنشر، ونخصّ في هذا السياق الآنيّ التضامن مع الكاتب عبّاد يحيى، في معركته التي يخوضها ضدّ الإجراءات القانونيّة التي أعلنها النائب العامّ الفلسطينيّ، المستشار أحمد براك، بحظر ومصادرة نسخ رواية 'جريمة في رام الله'، بدعوى أنّ الرواية تضمنّت بعض المصطلحات 'الخادشة للحياء العامّ'، وهي 'تخلّ بالأخلاق والآداب العامّة'. أن تكون ضدّ المصادرة لا يعني بالضرورة أن تتبنّى، إبداعيًّا، محتوىات أيّ عمل في الأدب أو المسرح أو الشعر أو السينما أو غيرها من الفنون، ويحقّ للجميع المناقشة والانتقاد، إنّما يعني ذلك صيانة الحقّ في التعبير وفتح المجال للنقد العقلانيّ والفنّيّ والحرفيّ. وفي هذا السياق، نشير إلى ما أكّدته دائرة الثقافة والإعلام في منظّمة التحرير الفلسطينيّة، في بيان لها، بأنّ قرار النائب العام غير مبرّر بالمطلق، ويمس بصورة خطيرة حرية الرأي والتعبير والإبداع، التي كفلها القانون ووثيقة إعلان الاستقلال والقانون الأساسي. وأكدت الهيئة أن استدعاء الكاتب للتحقيق وملاحقته جزائيًّا، وضبط الكتب، تمس على نحو مباشر بصورة فلسطين الحضارية ومنجزاتها في حماية حرية الإبداع والمبدعين، لا سيما وأن فلسطين قد انضمت إلى الاتفاقيات الدولية التي توجب عليها لزامًا التقيد بحماية الحق في الرأي والتعبير بأشكاله المختلفة. نحن نشدّد على أنّ أيّ سجال يثيره أيّ عمل إبداعيّ يجب أن يكون ضمن نقاش فكريّ وحقيقيّ، ناقد وثاقب، انطلاقًا من أهمّيّة حرّيّة الفكر والكتابة ضدّ كل وسائل الرقابة التعسّفيّة، لا سيّما أنّ رواية 'جريمة في رام الله' مُنعت استنادًا على بند قضائيّ يخصّ الكتب والدوريّات الموجّهة للأطفال، والرواية موجّهة للبالغين، ونحن كفلسطينيّين منتمين إلى شعبنا وقضيّته الكبرى، نرى في حرّيّة الفكر والتعبير ضمانة واجبة ولأزمة ضمن مشروع التحرّر الوطنيّ الذي لا يختلف عليه اثنان. نحن نرفض كلّ أشكال التحريض الدمويّ والكلاميّ ضدّ الكاتب عبّاد يحيى، ونرى في جزء منها انتهازيّة من أطراف تمارس التحريض والكذب، على الرغم من أنّ بعضها معدود على المشهد الثقافيّ، إلى جانب أنّها تكشف عن مأزق عميق في المجتمع الفلسطينيّ وفلتان واستسهال ضدّ المبدعين والإبداع. ومن الغريب حقًا أن نلاحظ أنّ الناس المعارضين لخدش الحياء العامّ هم أوّل من يخدشون هذا الحياء بمسبّات وشتائم صفيقة وهابطة وبذيئة. وعليه: ندعو النائب العامّ الفلسطينيّ إلى وقف جميع الإجراءات الجزائيّة ضدّ رواية 'جريمة في رام الله' وضدّ كاتبها وناشرها، كخطوة ضروريّة تكفل حرّيّة الفكر والإبداع وحقّ الناس بأن تقرّر ما تقرأ وتشاهد، من دون رقابة مفروضة عليهم. نحن نرى أنّ هذه الإجراءات الجزائيّة تضرّ، أيضًا، بالشعب الفلسطينيّ ومعركته من أجل التحرّر ضدّ الطغيان والقمع والرقابة، وندعو جميع الأصوات الداعمة لحرّيّة الفكر والنشر تسجيل مواقفها علنًا وبوضوح. وإلى جانب المطالبة بإلغاء الإجراءات القانونيّة فوريًّا، نطالب وزارة الثقافة الفلسطينيّة بمتابعة هذه القضيّة، من خلال دورها الراعي للثقافة والمبدعين، وتنظيم طاولة مستديرة تُناقَش فيها الرواية من عدّة منظورات. قائمة الموقّعين الكاملة: إبراهيم السعافين، ناقد ومحاضر إبراهيم نصر الله، شاعر وروائيّ أحمد داري، موسيقيّ وتشكيليّ أحمد زكارنة، شاعر وإعلاميّ أحمد كنعان، فنان تشكيليّ أريج صبّاغ خوري، باحثة أسامة العيسة، كاتب أسامة مصاروة، شاعر وباحث أسماء عزايزة، شاعرة إسماعيل ناشف، باحث وناقد ومحاضر أشرف الزغل، شاعر وباحث أمل مرقس، فنّانة أنس أبو رحمة، كاتب أنطوان شلحت، كاتب وباحث أنور الشعر، شاعر وباحث ومحاضر أوس يعقوب، كاتب وصحفي إياد برغوثي، كاتب ومدير ثقافي إيمان أبو عون، مسرحية جمعة الرفاعي، المدير التنفيذي للاتحاد العام الكتاب والأدباء الفلسطينيّين جميل السلحوت، كاتب جوني منصور، باحث ومحاضر حبيب شحادة حنا، ملحن حسني شحادة، شاعر وباحث خالد الجبر، شاعر وناقد ومحاضر خالد جبران، موسيقيّ خالد جمعة، شاعر وقاص راجي بطحيش، كاتب وباحث رائف زريق، مشارك لمركز منيرفا للآداب رامي العاشق، شاعر ومحرّر ثقافيّ رشا حلوة، كاتبة وصحفيّة روز شوملي مصلح، شاعرة وباحثة رولا سرحان، رئيسة تحرير الحدث ريم تلحمي، فنّانة ريم غنايم، شاعرة ومترجمة زكي درويش، كاتب زهير أبو شايب، شاعر وفنان تشكيليّ زياد خدّاش، كاتب قصة سليم البيك، روائي وصحفي سليم تماري، باحث سهى عراف، مخرجة سينمائية سهاد ظاهر ناشف، باحثة ومحاضرة سهيل كيوان، كاتب وصحفي شريف سرحان، فنان تشكيلي شيخة حليوة، كاتبة ومرشدة تربويّة طارق العربي، شاعر وصحفي طارق حمدان، شاعر وإعلامي عادل الأسطة، ناقد أدبيّ ومحاضر عادلة العايدي، كاتبة عامر حليحل، مدير مسرح الميدان عامر خليل، مدير عام المسرح الوطني الفلسطيني عبد الله أبو شميس، شاعر عبد الله البيّاري، باحث عبير أيوب، صحفية عثمان حسين، شاعر عدنية شبلي، روائية عصام السعدي، شاعر عفاف خلف، روائية علاء حليحل، كاتب على مواسي، شاعر ومحرر ثقافي عمر القطّان، مدير ثقافيّ غسّان زقطان، شاعر غياث المدهون، شاعر فادي عاصلة، باحث فارس سباعنة، شاعر فتحي فوراني، كاتب وتربويّ فراس خطيب، صحفيّ فيرا تماري، فنّانة تشكيليّة كامل الباشا، فنان مسرحي مايا أبو الحيات، روائية مجد كيال، كاتب وصحفي محمد الشيخ يوسف، صحفي محمد عريقات، شاعر محمّد نصر الله، فنّان تشكيلي محمود أبو هشهش، كاتب وشاعر محمود شقير، كاتب محمود غنايم، رئيس مجمع اللغة العربية محمود محارب، باحث مروان دويري، عالم نفس مروان مخول، شاعر مريم فرح، صحفية مسعود حمدان، باحث مصطفى مطر، شاعر مليحة مسلماني، أديبة منذر جوابرة، فنّان بصري منعم عدوان، موسيقي مهنّد صلاحات، كاتب مهيب البرغوثي، شاعر نائلة لبس، باحثة في التراث الشعبي نجوى نجار، كاتبة ومخرجة نهى قعوار، أديبة ومؤرخة هاني عبّاس، رسام كاريكاتير هشام نفاع، كاتب ومحرّر همّت زعبي، باحثة هنيدة غانم، مديرة مركز مدار وليد الشيخ، شاعر يعقوب حجازي، كاتب يوسف أبو وردة، مخرج وممثل مسرحي يوسف الشايب، صحفي وناقد سينمائي يوسف القدرة، شاعر وباحث.