في صريح الحوار أولا.. تحية من الحمار لكاتب الحوار فريد ابن طه صديق من زمان يحب الحمير تبقى عايشة بأمان وأنا حمار باقول له بكل اتزان جميع الحمير يافريد لك تدان لأنك صديق الزمان والمكان ** لقد كان أول لقاء لى مع الحمار منذ أكثر من خمسين عاما عندما شاهدت حمارا يحمل حملا ثقيلا ويكاد يقع من ثقل ما يحمله.. فاستوقفنى ذلك لأقول لصاحب الحمار.. حرام عليك هل هذا يرضى الله؟.. فنظر الحمار لى قائلا.. هل أنت فريد الشاعر؟.. فقلت له نعم.. فقال لنكن أصدقاء من الآن وأكتب عنى وعما أعانيه أنا وجميع الحمير علنا نجد اهتماما ممن يركبون علينا.. فقلت له.. استمع ياصديقى الحمار.. فرد قائلا.. قل ما شئت عن الحمير وما يعانونه. وأنا لك مستمع رزين.. فقلت له: حمار اشتكى للحمار ضهرى انهرى من الشيل وبقيت هزيل م التعب وانهد حيل الحيل فاض كاس مرار الحمار طفح عيار الكيل قال الحمار للحمار ياحمار دا شيء معروف طول عمرنا للشقا والبرطعة للخيل ** وهما نظر الحمار لصاحبه وقال له إنذار أخير من حمار.. مخ الحمار حيطق الكل راكب ونازل فينا ضرب وزق هي الحمير مش لها في ميدان حياتكم حق واللا الحكاية بقت الكل نازل دق؟ كأن قلب البشر من قسوته انشق ياصاحبى مافيش من بين كل الخلايق فرق ومش حنسمع كلام كل اللى خان أو عق أحسن خلاص عقلنا من ظلمكم قد طق وكل ظالم لنا في بحرنا يغرق ** ثم نظر لى الحمار قائلا.. ما رأيك أيها الشاعر؟.. لقد قلت لصاحبى ومعذبى ما كنت أتمناه وهنا نظر لى صاحب الحمار قائلا ** مرة الحمير قرروا.. رافضين أكل الفول السوس وجع بطننا ومافيش حمار مسئول عن اللى يحصل بقى بالعرض أو بالطول هو إحنا إيه ؟ مش حمير زى الجاموس بديول ليه الجاموس للهنا من غير طلب أو قول أما الحمير للشقا والبهدلة على طول لما الخبر اتنشر ضحك البنى آدمين وقالوا بالسوس رضينا والحمير رافضين ووقفنا له في الطابور وياريت كمان بنطول ** وهنا رد الحمار على صاحبه معترضا قائلا قول إمشى ياحمار.. ماتضربشى وخليك ذوق بالضرب مش حانفعك والحالة حتزيد سوء عمر العصاية ما رفعت يوم صاحبها لفوق قول إمشى ياحمار بذوق خليك ديمقراطي وبالتفاهم حياتنا كل يوم حتروق ** فنظرت إلى الحمار بإعجاب شديد قائلا له حاول تفكر شوية في الأمور ياحمار مخلوق بدون معرفة أو فلسفة ينهار الحرب بين البشر وبين الحمير أفكار ضحك الحمار من كلامى وقال لى مش مكسوف عملتوا إيه بفكركم والحرب ليل ونهار ** وإذا الحمار ينظر لوجهى مستغربا مما قلته له وقال لي اسمع نصيحة حمار مرة وقول ماتخاف لحم الحمير لو أكلته يبقى فيه إجحاف ويجب كلامك يكون عادل وفيه إنصاف وبلاش بقى كل حبة فزلكة وإسفاف شيء مستحيل الحمير يوم يضحكوا في وشك ما فيش قتيل ابتسم في وجه سيف سياف ** ضحكت مما قاله الحمار مستغربا ومستعجبا وقلت له ضاحكا إنت فاهم كل حاجة ومش حمار رد قال لي.. إنتم النار والشرار للحمير لو أي واحد اعتدى ولاذ بالفرار قلت له ألفين سلامة.. انتهى معاك الحوار ** وهنا نظر الحمار لصاحبه قائلا.. ما رأيك فيما قلته لك أنا وهذا الشاعر الصديق.. فنظر له صاحبه قائلا.. هل صدقت صديقك الشاعر.. سأظل أنا راكبا على ظهرك ويظل صاحبك يقول شعرا