بدأت قبائل الهنود الحمر والمنظمات الحقوقية والبيئية في الحشد للتظاهر، ونقل معركة خط البيبلاين إلى واشنطن والبيت الأبيض؛ احتجاجًا على الأمر التنفيذي المثير للجدل الذي أصدره الرئيس "دونالد ترامب"، بإعادة العمل في خط النفط "البيبلاين" في تحدٍ واضح للجيش الأمريكي ووزارة الأمن الداخلي. وكان الجيش والأمن الداخلي طالبا بتأجيل تنفيذ الخط الذي يربط بين ولاية نورث داكوتا ومصافي ولاية الينوي؛ لأنه يهدد بتلويث الأنهار ومصادر المياه في عدة ولايات أمريكية ومن بينها بحيرة "أوهي" ونهر ميسوري، بالإضافة إلى إزالة العشرات من المقابر التاريخية لقبائل "داكوتا" و"روك سيوكس" الهندية. وجاء الأمر التنفيذي للرئيس "ترامب" بالمخالفة للتوصية التي تقدمها بها، سلاح المهندسين في الجيش الأمريكي والتي نصت على ضرورة إرجاء عودة العمل بالمشروع إلى حين البحث عن مسارات بديلة،للخط بعيدا عن مجاري الأنهار ومقابر الهنود الحمر. ونص الأمر التنفيذي للرئيس "ترامب" بوقف الدراسات التي يجريها سلاح المهندسين، وعودة الشركات المنفذة للمشروع إلى العمل بشكل فوري للانتهاء من تنفيذ خط البيبلاين في الوقت المحدد له. وكان سلاح المهندسين في الجيش الأمريكي قدا علن في الثامن عشر من يناير الماضي، أن الدراسات البيئية التي أجراها أكدت خطورة المسار الحالي لخط البيبلاين، ولابد من تعليق العمل فيه حتى الانتهاء من الدراسة الجديدة والبحث عن مسار بديل. وكانت قبائل "روك سيوكس" و"داكوتا" قد اعتبرت قرار سلاح المهندسين "انتصارا صغيرا في طريق العدالة"،والحفاظ على عظام الأجداد وتراثهم التاريخي،لكن قرار "ترامب" عاد ليشعل النار من جديد، مما أجبر المتظاهرين إلى نقل فعالياتهم الاحتجاجية إلى البيت الأبيض. وأثار قرار "ترامب" غضب الجيش الأمريكي الذي أعلن سحب فيلق سلاح المهندسين، من موقع العمل الرئيسي في نورث داكوتا، كما أثار غضب وزارة الأمن الداخلي (الداخلية) التي طلبت مزيدًا من الإيضاحات حول قرار الرئيس. وفي محاولة لمنح الرئيس "ترامب "فرصة للتراجع قالت مصادر في البيت الأبيض، إن قرار الرئيس لم يكن أمرا تنفيذيا بالمعنى المتعارف عليه، لكنه كان مجرد "مذكرة لوزير الجيش" طلب فيه توجيه سلاح المهندسين، بضرورة السماح باستكمال العمل في مشروع البيبلاين وعدم تعطيله. وأشارت المصادر إلى أن "ترامب" طلب في المذكرة "تسريع العمل في الحد الذي يسمح به القانون والموافقات السابقة الصادرة بخصوصه". ولكن محاميا قبائل "روك سيوكس" و"داكوتا" أكدا أن "ترامب" وقع أمرا تنفيذيا بالمخالفة للقانون، والاتفاقية الموقعة مع قبائل الهنود الحمر بخصوص حماية تراثهم التاريخي. وقال المحاميان إنهم سيرفعان مزيدًا من القضايا ضد "ترامب وإدارته"؛ لأن خط البيبلاين سيؤدي إلى تلويث أكثر من 200 بحيرة ونهر ومجرى مائي في المناطق التي سيمر بها. وانضم المئات من رجال الدين المنتمين لمختلف الديانات، والآلاف من المحاربين القدامى والناشطين الحقوقيين والبيئيين، إلى قبائل "روك سيوكس" و"داكوتا"، وأكدوا أنهم سيعتصمون في موقع العمل الرئيسي لخط البيبلاين؛ لمنع تنفيذ قرار الرئيس دونالد ترامب.