لازال المواطن يدفع فواتير الغلاء فبعد الزيادات الكبيرة في أسعار المواد البترولية وأسعار مواد البناء والمواد الغذائية وفاتورة المياه والكهرباء أضف اليها فاتورة جديدة وهى ارتفاع أسعار الأدوية وهى فاتورة غير مؤجلة الدفع ولكن مسبقة الدفع. هناك قلق كبير لدى المواطنين في ظل الكلام الكثير في تحديد أسعار الأدوية والارتباط الرسمي بين الدواء والدولار فهذا يعنى أن كل ارتفاع في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه يقابله ارتفاع في أسعار الأدوية على الأقل كل ستة أشهر هذا يجعلنا نقول ونردد، الدواء به دولار قاتل. فالدولار هنا يقتل المواطن البسيط الذي يعانى من الارتفاعات المتتالية في الأسعار فكيف يقابل الغلاء والزيادة المستمرة في أسعار الأدوية . أضف إلى تلك المعاناة أرقام بسيطة، في النصف الثانى من عام 2016 تم زيادة أسعار الأدوية بنسبة تتراوح ما بين 100% للأدوية أقل من عشرة جنيهات و20% لباقى أسعار الأدوية. والآن أضف إلى الزيادة السابقة 50% على الأدوية أقل من 50 جنيها والأدوية أكثر من 100 جنيه 30%، وبحسبة بسيطة نستنتج أن المواطن البسيط تحمل زيادة قدرها 70 % خلال ستة أشهر فقط قابلة للزيادة في النصف الثانى من العام 2017. كل هذه الزيادة المستمرة تعمل بالتوازي مع ارتفاع الدولار. السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا أدوية المواطن الفقير التي ثمنها أقل من 50 جنيها زادت بنسبة 50% والأدوية أكثر من 100 جنيه زادت بنسبة 30% . هذا يعمق الفكرة السائدة أن الحكومة تتعمد زيادة المعاناة والضغوط على الطبقة الفقيرة التي تشترى الأدوية المنخفضة السعر نظرا لظروفها المادية. الحكومة في أوقات الأزمات تلجأ إلى البديل السهل وهو إقرار الزيادة في الأسعار بشكل رسمى على المواطن ولا تفكر أبدا في حلول ترفع بها المعاناة عن كاهل المواطنين. ونرجع مرة أخرى عزيزى القارئ إلى قرارات المسئولين: الزيادة في أسعار الأدوية المحلية 15%وأسعار الأدوية المستوردة 20% وهذا يدل على أن هناك شائعات وقرارات متضاربة وكل صيدلى يبيع بسعر والمواطن البسيط هو الضحية وأغلب الضحايا هم المواطنين الفقراء الذين لا يجيدون القراءة والكتابة. أضف إلى ذلك المكاسب الكبيرة من فرق السعر والبيع على السعر الجديد كل هذا يتحمله المواطن البسيط. وبعد كل هذه المعاناة هناك عجز ونقص في كثير من أدوية السكر وفيروس c والفشل الكلوى وغيرها من الأمراض المزمنة. ماذا يفعل المواطن بين مطرقة ارتفاع الأسعار وسندان نقص الأدوية . النتيجة هي زيادة معاناة الأسر الفقيرة التي ينتشر بين أفرادها كثير من الأمراض المزمنة. المواطن أصبح يعاني في ظل الزيادات الكبيرة في الأسعار، فعلى الحكومة أن تعمل من أجل المواطن ففي كل يوم تكافئ هذا الشعب العظيم على صبره بزيادة جديدة في الأسعار. حال المواطن أصبح صعب جدا في ظل حبه المستمر لبلده والخوف على أمن وسلامة الوطن ولكن الشعب في واد والحكومة في وادى آخر.