تحدثت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء عن الدولة العربية وخاصة لبنان، قائلة: "لبنان تمثل مؤشرًا استباقيًا للشرق الأوسط، وفى ظل وجود إيران وسوريا وإسرائيل والممكلة العربية السعودية كان هم اللاعبين الأساسيين بها، وكان هناك أحداث كثيرة تستعصى فهمها مثل انهيار الحكومة اللبنانية مؤخراً، وذلك بعد استقالة رئيس الوزراء نجيب المقاتى". وقالت الصحيفة: "تاريخ لبنان كدولة مستقلة قصير ولم تكن فقط ساحة للمعارك بين القوى الإقليمية، بل أيضاً معبر للأراء المتضاربة فى الشرق الأوسط وكان أغلب هذه الأراء غير مفهومة لدى المواطن اللبناني". وأوضحت أن السمة الطائفية فى لبنان تمثل خطراً متزايد وخاصة أن الوضع فى سوريا يهددها، لأن الحرب لا تشكل فقط مأساة وطنية ولكن تعد أيضاً خطراً أقليمياً، ويحتمل ان يتصاعد الصراع بين السنة والشيعة. وأضافت: "نظام بشار الأسد يهدد باشعال المنطقة وأدخالها فى حرب طائفية، وسوريا كانت تحتل لبنان لمدة 29 عاماً، وحزب الله الذى يمثل موقفه لغز، كان وراء انهيار حكومة ميقاتى والتى جاء بعدها الحكومة السنية برئاسة تمام سلام، ويعرف حزب الله بعلاقته المقربة من السعودية، فلماذا يقدم حزب الله على مثل هذه الخطوة؟.. فيبقى لغز". وتابعت: "من المعروف ان إيران الراعى الرئيسى لحزب الله والعدو التقليدى للسعودية، التى ترغب فى سقوط نظام السد، لأنها ترى أنه يمثل خطراً وتهدياً لها من الجانب الإيرانى الذى يدعم بقاء الأسد، ويرغب فى فرض سيطرته أيضاً على لبنان مثلما حدث فى العراق الآن". ورأت الصحيفة ان إيران تسعى للحفاظ على علاقتها بحزب الله لكى تكسب ورقة ضد أى معركة تخوضها مع الولاياتالمتحدة أو إسرائيل، وتكسب تعاطف الدول السنية حتى لا تبقى عن معزل وهى دولة شيعية.