سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«55 ألف طالب مش عايزين يتعلموا».. الوزارة تقترح بدفع 500 جنيه شهريا لكل طالب يعود للمدرسة.. معاقبة أسرة المتسرب بالحرمان من التموين.. خبراء: إجراءات قديمة وخاطئة.. والتعليم ليس بالرشوة ولكنه إيمان
ما يقرب من 55 ألف طفل انقطعوا عن دراستهم في الفترة من يناير 2014 وحتى نهاية عام 2016، وذلك حسب تأكيدات مصادر مسئولة بوزارة التربية والتعليم. دراسة الموقف وشكلت الوزارة لجانا من أخصائيين اجتماعيين ونفسيين في الإدارات التعليمية بالمدارس، بالتعاون مع ممثل عن مشروع تكافل وكرامة بوزارة التضامن الاجتماعي، لحصر الطلاب المتغيبين وبياناتهم وكيفية الاتصال بهم، وعمل تقارير لمدة شهرين مع الأسر لمعرفة أسباب الانقطاع وعدم الذهاب للمدرسة. حوافز مشجعة وتشجيعًا لعودة الطلاب المتسربين للمدارس، وضعت وزارة التربية والتعليم خطة للعمل عليها، وهي مكافأة 500 جنيه شهريًا لكل طالب، فضلًا عن زيادة المقررات التموينية لأسرة الطالب، في حالة حضوره للمدرسة مدة لا تقل عن 80%، بالإضافة إلى تنظيم برنامج تحت إشراف مسئولي القرائية لتحسين مستوى الطلاب في القراءة. خطة قديمة وللوقوف على جوانب خطة الوزارة لعودة الطلاب المنقطعين، قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن كل هذه الخطط التي يتم تداولها حاليا داخل المنظومة التعليمية في هذا الشأن، قديمة وكانت ضمن الخطة الإستراتيجية "2014 – 2030" لتطوير منطومة التعليم في عهد الدكتور محمود أبو النصر، إلا أنهم الآن يطبقونها بطريقة خاطئة، لأنهم لا يعتمدون على الخطوات الصحيحة بالإستراتيجية، وإنما يعتمدون قرارات سريعة غير مدروسة. أنواع التسرب وأوضح نور الدين أن هناك نوعين من التسرب، الأول من ترك المدرسة نهائيًا بلا عودة، والآخر من يتغيب فترات طويلة وينقطع عن الدراسة فترة ويعود وينقطع مرارًا وتكرارًا، وفي هذا الأمر أكد الدكتور محمود أبو النصر وزير التعليم بحكومة الدكتور حازم ببلاوي أنه تم اتخاذ كل الإجراءات لمواجهة انقطاع الطلاب عن المدارس إلا أن جميعها باءت بالفشل، فكان هناك قرار بعدم صرف مستحقات تموينية للأسر التي ينقطع أبناؤها عن الدراسة. آلية تطبيق القرار وتابع: "أما بالنسبة للقرار الذي يفيد بإعطاء الطالب 500 شهريًا، فإنه يلزم قبل تطبيق هذا القرار، تحقيق آلية تضمن استمرار الطالب في الدراسة بعد حصوله على المبلغ المقرر، بحيث لا يتحصل عليه ويستمر في هروبه، فضلًا عن أن الطبيعة الجغرافية للأماكن ليست واحدة، وبالتالي فليس الفقر سبب تغيب الطلاب في مختلف المحافظات، وبالتالي فكان الأولى تصنيف أسباب هروب الطلبة في كل منطقة أولًا". أسباب التهرب وعن أسباب تهرب الطلبة من الدراسة، معاون وزير التعليم الأسبق أن الأمر ناتج عن 3 أسباب، أولها مقومات المدرسة والتي قد تكون غير جاذبة للطالب، وثانيًا الحالة الاقتصادية للطالب ففي بعض الأحيان لا تقدر الأسر على تكفل الحياة التعليمية للأبناء، والسبب الأخير يتمثل في ثقافة الأسرة نفسها وموقفها من التعليم حيث تري بعض الأسر أنه لا فائدة بعد تخرج ابنهم لأنه لن يجد عملا. رشوة للطلاب أكد الدكتور جمال مغيث، الخبير التربوي، والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن مبلغ 500 جنيه لكل طالب، تعني 55 مليون جنيه و500 ألف شهريًا، فضلًا عن أن التعليم ليس رشوة للطلاب، ولابد أن يكون نابعا عن إيمان داخلي من الأسرة بأهمية التعليم، وإيمان الطالب بأنه ضروري لحياته. وأضاف أن إعطاء الطالب مبلغ للحضور ليس تشجيعًا للتعليم، وفي هذه الحالة سيستمر الطالب في التغيب، في حين تتحايل الأسرة لتحصيل المبلغ. مشروع وطني وأوضح مغيث أن الحل الأمثل لمشكلة تسرب الأطفال، وجود مشروع وطني للتعليم، يتناول المدرس في إعطائه راتبا جيدا يحفزه على تخصيص كامل وقته للمدرسة. وتابع: "يجب على الدولة إعادة علاقة التعليم بسوق العمل، مشيرا إلى أنه في المناطق الفقيرة يري الأفراد أنهم يُنفقون مبالغ مالية كبيرة لتعليم أبنائهم ولا يوجد طائل من ورائها طالما يتخرّج أبنائهم ولا يجدون وظيفة، فكل هذه الأمور وغيرها جعلت المدرسة مُنفّرة للطلبة، ناهيك عن انعدام الأنشطة والهوايات، وظاهرة الدروس الخصوصية.