ما أجمل المطر والشمس والأغنية في شهور الشتاء الممتعة.. مطر لا تكف قطراته عن مداعبة الرمال؛ وشمس تنتظر تبدد غيوم السماء لتنشر أشعتها؛ وعشاق تشابكت أيديهم على شاطئ مدينة مرسى مطروح غير عابئين ببرودة الطقس يرددون مع فيروز: «رجعت الشتوية.. ظل افتكر فيا.. يا حبيبي الهوى مشاوير.. وقصص الهوى مثل العصافير». «بلد الميه والهواء» هكذا وصفت ليلى مراد جمال شتاء مطروح الساحر.. هدوء وجمال وطبيعة ساحرة وشاطئ بمجرد أن تطأه أقدام الأحبة تُقبل رماله أشعة الشمس فتزينها باللون الذهبي. وأمواج ترتطم بالصخور فرحا من سير الأحبة بجوارها؛ وقطرات مطر تغار من سماع كلمات الغزل فتستدعي الغيوم لتحجب الشمس وتتساقط متراقصة أمام قلوب العشاق: «أنا لحبيبي وحبيبي إلى.. لا يعتب حدا ولا يزعل حدا.. أنا لحبيبي وحبيبي إلى». يعكس تلاطم الأمواج موسيقى «سحابية» اللحن؛ تخرج على وقعها كلمات غزل «فيروزية» الغناء: «سألتك حبيبي لوين رايحين؟.. قلتلي رايحين ع الشط اللي يجمع شمل العشاق». يتأملان بعضهما.. يجلسان غير عابئين بالعالم المرتعش من شدة البرودة؛ الحب يمنح أجسادهما طاقة لو وزعت على العالم لمنحته الدفء: «كنا نتلاقى من عشية ونقعد على الجسر العتيق وتنزل على السهل الضباب.. تنسى الندى وتمحي الطريق.. ما حدا عارف بمطرحنا غير السماء وموج البحر». الحياة لا تحلو من دون الحب.. والسير فوق رمال شاطئ مطروح يجدد داخل قلبيهما ذكريات أول لقاء حين نطقت ألسنتهما بكلمات الحب: «بديت القصة تحت الشتا.. بأول شتا حبوا بعض.. ولسه في كل شتا بيجدد الحب». في الشتاء؛ وفي نفس المكان.. قصة حب جديدة لسه بتتولد: «راجعين يا هوى راجعين.. على نار الهوى راجعين.. بنودع زمان ونروح لزمان.. بنقول رايحين.. بنقول راجعين على دار الحب راجعين». في الشتاء؛ ترسم الغيوم على صفحة سماء مطروح لوحة فنية فائقة الجمال؛ يزيد من سحرها زرقة مياه البحر، وصوت الأحبة: «شايف البحر شو كبير.. كبر البحر بحبك.. شايف السما شو بعيدة.. بعد السما بحبك». على شاطئ مدينة مرسى مطروح.. يجلس الأحبة يتغزلون في بعضهما البعض.. يسيرون متذكرين قصة أول لقاء وأول نظرة وأول جملة دغدغت أذانهم. شتاء مطروح.. حب ومطر وأغنية.. فعلى شاطئ الأحبة تخفض كل الكائنات أصواتها ويرتفع صوت واحد: «رجعت الشتوية.. ظل أفتكر فيا.. يا حبيبي الهوى مشاوير.. وقصص الهوى مثل العصافير».