«كلنا اقباط مصريون , سواء كنا مسلمين او مسيحيين , يجمعنا تاريخ مشترك وارض واحدة, نتقاسم لقمة العيش ونتشارك فى احلك الازمات فالدين لله والوطن للجميع والفتنة مصطنعة ,خاب ظن من يثيرون القلاقل, فى مجتمع يؤمن فيه الجميع برب واحد وما يجمعنا اكثر مما يفرقنا , والجميع يعشقون هذا الوطن , ويقدسون ترابه , ويتمسكون بجذور مصريتهم» بهذه الكلمات استهل الدكتور عبدالله عبد العليم الصبان- رئيس قسم الحديث بجامعة الازهر فرع الزقازيق – حديثه ل«فيتو», مؤكداً ان الاسلام جاء ليكون بمثابة الاب للاديان السابقة عليه , وحدد معالم كل دين , مبيناً حقيقة الامر فيه, مانعاً التزيد بين اصحاب الديانات السابقة , لافتاً الى ان القرآن الكريم دافع عن السيدة مريم العذراء , فعندما اتهمها اليهود فى أخلاقها , وادعوا انهم قتلوا المسيح عليه السلام , رد الله عليهم فى القرآن بأنهم كفرة , حيث يقول الله عز وجل «وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما» (النساء – 156) وقولهم انا قتلنا المسيح , فرد عليهم الحق بقوله :«وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم» . ويكشف الصبان ان القراَن رد على اليهود فريتهم وأبان بهتانهم وسوء ضمائرهم , فكادهم الله عز وجل بأن القى الشبه على من خان المسيح وهو (يهوذا الاسخربوطى), قائلاً «ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله» , فالاسلام جاء ليثبت دعائم وحقائق المسيحية ومنها الحقيقة الكبرى بأن السيدة مريم صديقة وان الملائكة كلمتها وان الله اعاذها وذريتها من الشيطان الرجيم , واكثر من ذلك سمى سورة بالقراَن باسمها , وهي سورة «مريم»,وسمى سورة اخرى باسم ابيها ,وهى (ال عمران) ,وتحدث القرآن عن ميلادها ,وهكذا رفع الله تبارك وتعالي من شأنها, بقوله «يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين», ولا يوجد فى القراَن سورة تسمى «امنة بنت وهب»- ام رسول الله, صلى الله عليه وسلم, الي ذكر ميلاد السيدة مريم لابنها المسيح بالتفصيل, ولم يذكر شيئاً عن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا فى سورة «الفيل» التى تم بها التأريخ لميلاد الرسول «عليه الصلاة والسلام». ولا يخفى دكتور الصبان حبه لقداسة الراحل البابا شنودة الثالث ,عندما تحدث عنه فى مجلات إسلامية بثناء منقطع النظير, الصبان موضحا: لأنه يستحق هذا الحب من المصريين جميعا, فليس غريباً ان يكون بابا العرب, لدماثة خلقه ورجاحة عقله وثقافته الواسعة وحبه لمصر, فكان صمام امان, فى فترة ملتهبة, ما كان غيره يستطيع ان يصل الى بر الامان دون صدام مع الدولة . ويشير دكتور الصبان الى ولع الراحل الاستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوى- شيخ الازهر السابق- بدعوة قداسة البابا الى المشاركة فى المؤتمر الاسلامى ومجمع البحوث الاسلامية لاحساس دكتور طنطاوى بقيمة مشاركة البابا الدينية والاجتماعية ,وما يصدر من توصيات فى هذه المؤتمرات المختلفة ,لأن مصر لنا جميعاً مسلمون واقباط . وعن علاقة دكتور الصبان بالمسيحيين يقول: اننى من مركز «ديرب نجم», واحب المسيحيين فى قريتى , وعندما التقى القس مرقس جرجس -راعى كنيسة منيا القمح - نتبادل الاحضان والقبلات والطعام, خاصة (المحشى) , عندى او عنده,ويحار الناظرون الينا من الناس بقولهم: (حيرتونا ) . ويكشف دكتور صبان سراً بقوله: جارتنا ام عادل المسيحية رأت فى المنام ان والدتى ستحج الى بيت الله, وقصت رؤياها على, وقد تحققت رؤيتها بحج والدتى بيت الله الحرام ,كما ان الدكتور على عامر -استاذ اصول اللغة بجامعة الازهر عندما رأنى اعانق العميد- عادل شفيق بحرارة ظن انه ابن عمى الذي لم اره منذ سنوات, ولكنى قلت له انه ابن عمى المسيحى ,لأن اسحاق اخو اسماعيل ,اولاد عم . ويسترجع دكتور صبان من ذاكرته ما يكشف عن حب المسيحى لأخيه المسلم بقوله : ان نبيل نيقولا – صديقي المسيحى- يوصينى بالرحمة والرأفة مع طلابي في كليات اصول الدين والشريعة بالجامعة, ولا يخفى دكتور الصبان مشاركته الاخوة الاقباط فى جميع المناسبات واعياد الميلاد وبرقيات تعازى فى ضحايا كنيسة القديسين وكتابة لافتات فى القرية لتهنئتهم بأعيادهم من ماله الخاص , قائلاً :انا اكبر شيخ فى القرية اريد ان ابدى سماحة الاسلام لمن اغلق قلبه على التعصب ايا كان, مستبشراً خيراً بأن يسير قداسة البابا تواضروس الثانى على نهج سلفه الراحل ليكون خير خلف لخير سلف .