رأي المحلل السياسي الليبي عبد العزيز الرواف، أن زيارة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر للجزائر تتمحور حول "إفهام الجزائر ما يقوم به الجيش". خاصة أن الموقف الجزائري لا يزال يكتنفه الغموض، "حيث إنها تقترب من حكومة الغرب في ليبيا"، مضيفا أنه في هذا السياق "اعتقد أن فحوى اجتماعات حفتر في الجزائر هي إن لم تقفوا معنا فلا تقفوا مع الجانب الآخر". وأضاف الخبير الليبي أن خليفة حفتر اختار الوقت المناسب للذهاب للجزائر وذلك مباشرة بعد زيارته لروسيا والتي أثمرت نتائج إيجابية لصالحه وكذلك بعد تحرير بنغازي من الجماعات الإرهابية إضافة إلى سيطرة الجيش الذي يقوده على أكبر قاعدتين جويتين في الجنوب إحداهما تتاخم الحدود الجزائرية، موضحا أن كل هذا جعل من حفتر في موقف قوي للتفاوض مع دول الجوار. ورجحّ الرواف في ل CNN بالعربية، احتمال تورط روسيا في هذا اللقاء بين المسؤولين في الجزائر وحفتر خاصة أن علاقاتها جيدة مع الطرفين وتبحث عن نفوذ أوسع في المنطقة وعن تأييد أكبر لمواقفها تجاه الأزمة الليبية والذي يتعارض مع مواقف الدول الكبرى التي مازالت تؤيد وتتعامل مع حكومة الوفاق. أما الكاتب الصحفي حمد إبراهيم المالكي، فإنه يعتقد أن زيارة حفتر للجزائر تأتي عقب المتغيرات التي حصلت في ليبيا وفي إطار بحث الجزائر عن حماية مصالحها، مضيفا أنها دليل على أن الجزائر بدأت بتغيير موقفها وإعادة حساباتها بعد سيطرة الجيش الليبي بقيادة حفتر على الموانئ النفطية واقتراب حسم المعركة في مدينة بنغازي، إضافة إلى العمليات العسكرية التي تقع في جنوب ليبيا وعلى مقربة من الحدود الجزائرية. وأضاف أنه كان لازما على الجزائر أن تكون سياستها أكثر انفتاحا على الجيش الذي يقوده حفتر واعتباره حليفا عسكريا داخل ليبيا من أجل التنسيق معه أمنيا وعسكريا لحماية حدودها خاصة من جانب الجنوب الليبي الذي يعج بالجماعات الإرهابية التي يقودها مختار بالمختار العدو الأول للجزائر. واختتم المالكي حديثه مع CNN بالعربية قائلا "لا يخفى على أحد أن الجزائر يحكمها جنرالات وبالتالي العقلية الأمنية والعسكرية لايفهمها إلا شخص عسكري وهذا ماوجدته وستجده الجزائر في شخص المشير حفتر". وقام قائد الجيش الليبي خليفة حفتر مطلع الأسبوع الماضي، بزيارة إلى الجزائر، أدت إلى عدة تساؤلات عديدة حول أبعادها الأساسية وأسرار الانفتاح بين الطرفين.