تفاقمت الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان الإرهابية ووصلت إلى حد الانقسام رسميًا، واستحواذ كل جبهة على مخصصات لها ومكاسب خاصة، حيث تمكنت جبهة "محمد كمال" الذي لقي حتفه الفترة الماضية في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، من إجراء انتخابات داخلية وأفرزت ما يسمى بمجلس شورى عام، فضلا عن إزاحتها للقيادات التاريخية من المشهد العام للإخوان. انتخابات داخلية ويبدو أن الحدث الجلل الذي أعلنت عنه الجماعة أول أمس، متمثلا في إجرائها انتخابات داخلية في القاهرة، سيكون لها تبعات على مستقبل الجماعة ككل. مبادرة القرضاوي كشف أشرف عبد الغفار أحد قيادات الإخوان الموالي لجبهة الشباب على حساب جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام، أن انتخاب مجلس شورى الجماعة داخل مصر التي تمت أول أمس، جاءت نتاج عدد كبير من المبادرات التي اتفقت على أن حل أزمة الجماعة يتمثل في إجراء انتخابات قاعدية شاملة وعلى رأسها مبادرة يوسف القرضاوي، الأب الروحي للجماعة الإرهابية. وزعم "عبد الغفار" في تصريحات صحفية له، أنه تم إجراء انتخابات لاختيار أعضاء ما يسمى بمجلس الشورى العام من كل شعب الجماعة، تمثل رسالة لمن يتحججون في إشارة منه إلى جبهة محمود عزت بعدم القدرة على إجراء انتخابات في ظل الملاحقات الأمنية. أسباب الأزمة قال مجدي شلش القيادي الإخواني، والذي يوصف بأنه "الصندوق الأسود" للإخوان، في معرض شهادته عما وقع من أحداث داخل جماعة الإخوان الإرهابية في الداخل بمصر: إن اللجنة الإدارية العليا المنتخبة من القطاعات الجغرافية السبعة هي الممثل للجماعة. وأشار إلى أن سبب الأزمة هو الدكتور محمد عبد الرحمن، لأنه خرج من اللجنة مع ثلاثة أعضاء آخرين وتم التحاور معهم أكثر من مرة للرجوع للجنة، فاشترطوا شرطين، الأول: أنه لا تعقيب على قرارات الدكتور محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام، والثانى تمثل في سحب الطعن الذي قدمه الدكتور محمد كمال بخصوص شورى 2015، موضحًا أن باقي الأعضاء رفضوا الشرطين لمنافاتهما للعقل والمنطق والشورى والمؤسسية. مبادرة القرضاوي وأوضح "شلش" في تصريحات صحفية له، أن كل المبادرات التي قدمت للإخوان وعلى رأسها مبادرة يوسف القرضاوي أقرت مبدأ الانتخابات الشاملة للخروج من الأزمة، فقبلت اللجنة الإدارية ورفض محمود عزت ومحمد عبد الرحمن، مؤكدًا أن كل المجالس المنتخبة داخل الإخوان انتهت ولايتها منذ 2014، وأصبحت الجماعة بلا مؤسسات. وتابع: «كان من الضروري إجراء انتخابات كلية شاملة معبرة عن آمال وطموحات الصف الإخواني خروجا من الأزمة، وبناء مؤسسات جديدة، خاصة أن كل الوساطات والمبادرات، لمدة عام كامل، ولم يبقَ إلا الانتخابات كحل للأزمة، واحترام رغبة وحدة الصف في الانتخابات الكلية». وأضاف: «أؤيد بكل قوة القرارات التي صدرت من المجلس الشرعي للجماعة». "عزت" يتبرأ أصدرت جماعة الإخوان الإرهابية "جبهة محمود عزت" القائم بأعمال المرشد العام، بيانا، أعلنت فيه أنه لا صحة للأخبار التي يتم تداولها عن انعقاد مجلس الشورى العام للجماعة بالقاهرة. وقالت الجماعة في بيانها: "تعيد الجماعة التأكيد على أن محمد منتصر تم إعفاؤه من مهمة المتحدث الإعلامي في 14 من ديسمبر 2015م، وبالتالى فهو لا يمثلها ولا يتحدث باسمها من قريب أو بعيد". وتابعت الجماعة في بيانها: "كما تؤكد على ما أعلنته في بيان سابق بأن المتحدثين باسمها هم القائم بأعمال المرشد العام، ونائب المرشد العام، رئيس اللجنة الإدارية العليا، والأمين العام، والمتحدثون الإعلاميون".