خطر يومي يتعرض له تلاميذ قرى مراكز "الواسطي وناصر وببا والفشن" الواقعة شرق نهر النيل بمحافظة بني سويف، نتيجة استخدامهم المعديات النيلية ذهابًا وإيابًا مرتين على الأقل يوميًا، خاصة أن هذه المعديات يعمل عليها صبية لا تتجاوز أعمارهم ال15 عامًا. فضلًا عن حالة المعديات المتهالكة التي تفتقد لأدنى وسائل الأمان وانعدام الرقابة عليها، ما ينتج عنه العديد من حوادث الغرق التي تتدخل العناية الإلهية في إنقاذ هؤلاء الأطفال من الموت غرقًا. تلاميذ للموت يؤكد صابر عبد الهادي، مدرس، من قرية الفقيرة بمركز ببا، أن العشرات من الطلاب والطالبات من أبناء قريته يستخدمون هذه المعديات يوميًا للذهاب إلى مدارسهم، ما يعرض حياتهم للخطر نتيجة سوء حالتها والحمولة الزائدة، فضلا عن رعونة قائد المعدية حيث يتسابقون سائقوها فيما بينهم للفوز بأكبر عدد من الركاب إضافة إلى عشوائية الحركة فوق المياه. مضايقات الطالبات وقالت منى عبدالله، طالبة ثانوى، اضطر للذهاب إلى المدرسة يوميًا باستخدام المعدية، وأتحمل خطورة المعدية المتهالكة، لحين الانتهاء من مرحلة الثانوى والانتقال للجامعة، لافتةً إلى أن أسرتها تكون في قلق دائم أثناء ذهابها وعودتها من المدرسة، فضلًا عن مضايقات سائقي المعديات من الصبية وأحيانًا يقودها بعض الشباب معروف عنهم سوء الخلق ولكن نضطر للركوب معهم كونها الوسيلة الوحيدة المتاحة لأهل قريتنا. كوارث متكررة وقال سمير محمود، مهندس زراعي، إن حوادث وكوارث المعديات كثيرة ولكن أشهرها حادثة قرية أشمنت بمركز ناصر، التي أسفرت عن غرق 37 شخصًا أثناء توجههم للبر الشرقي للمشاركة في تشييع جنازة أحد أهالي القرية، والتي كشفت تحقيقات النيابة فيها عن عدم التزام مستأجري المعدية بشروط الأمن والسلامة حيث يعملون بالمعدية بدون أبواب جانبية وخلفية، فضلًا عن الكارثة التي كانت ستقع بسبب معدية قرية الفقاعى بمركز ببا والتي كان يستقلها أكثر من 75 مواطنا وكادوا أن يتعرضون للغرق لولا تدخل العناية الإلهية وغيرها من الحوادث المتكررة يوميا. كوبري على النيل وقال علاء محروس، محاسب، إن نهر النيل الذي يقسم محافظة بنى سويف إلى نصفين، لا يربطهما سوى كوبرى الواسطى عند بداية المحافظة شمالًا، وبعده بمسافة 30 كيلومترًا أخرى كوبرى مدينة بنى سويف، وما بين المسافتين تنتشر المعديات النيلية والمراكب بمراسى الشناوية والزيتون واشمنت والميمون، وكذلك الحال جنوبًا، فما بين كوبرى النيل بمدينة بنى سويف حتى أقصى جنوب المحافظة نحو 30 كيلومترًا أيضًا، تنتشر المعديات النيلية والمراكب ومنها غياضة الشرقية وغيرها، وكلها تمثل مناطق كوارث ومخاطر لما تعانيه من إهمال. يقودها صبية وقال على جابر، موظف: أبناؤنا يتعرضون للموت يوميًا، إن معظم أصحاب المعديات الخاصة ليس لهم هم سوى الكسب اليومي ولا يوجد بها وسائل إنقاذ سريعة في حالة وقوع حادث غرق أو تعرضها للخطر، فكل عام تتكرر الكوارث في النيل بسبب المعديات التي يقودها أشخاص غير مؤهلين للملاحة النهرية. كما أن هذه المعديات معظمها قديم ومتهالك، وأين دور المسطحات المائية في الرقابة على هذه المعديات، فلماذا لا تقوم المحافظة بدلا من تأجير الشاطئ لأشخاص بتراب الفلوس ويكسب هؤلاء الأشخاص ملايين الجنيهات سنويا، لماذا لا تقوم المحافظة بشراء عدد من المعديات لمدن بني سويف الواقعة على نهر النيل وتشغيلها والاستفادة من المكسب المادي في إقامة المشروعات بالمدن وتشغيل الشباب. معديات المحافظة وعلى الجانب الآخر، لفت كمال أبوحسين، سائق معدية، إلى أن أغلب معديات الوحدات المحلية معطلة بالمحافظة، وبكل مركز لا توجد سوى معديتين أو ثلاث، لا تكفى لنقل الركاب والبضائع بين جانبَى النيل، موضحًا في الوقت ذاته أن أغلب المعديات مرخصة وتخضع لرقابة الوحدات المحلية، إلا أن المشكلة تكمن في المراكب الصغيرة التي يعتبرها الأهالي وسيلة سهلة وسريعة للنقل مقابل مبلغ زهيد من المال. متابعة دورية من جانبه أكد محافظ بني سويف، المهندس شريف حبيب، أن المعديات تشرف عليها الوحدات المحلية وتقوم بمتابعتها بصفة دورية، وتمن مؤخرًا تشكيل لجنة لفحص ومراجعة تراخيص وأوراق المعديات النيلية، والتأكد من مدى صلاحيتها وحصر المخالف منها مشيرًا إلى أنه تم التأكيد على اللجنة بضرورة التفتيش الدوري على الوحدات النيلية والمعديات، للتأكد من التراخيص الصادرة لها والصلاحية الفنية، واشتراطات الصحة والسلامة المهنية، والحمولة المقررة، وكافة الاشتراطات اللازمة للتشغيل.