"خلاص عرفنا أن الله حق"، مقولة يسعى عدد من النواب للاعتراف بها أمام الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس؛ بسبب تخفيض قيمة مكافآتهم الشهرية خلال الفترة الأخيرة، على خلفية تقليل عدد الجلسات العامة. مصادر "فيتو"، كشفت سيطرة حالة من الاستياء على عدد ليس بالقليل من أعضاء مجلس النواب مؤخرًا؛ بسبب انخفاض قيمة مكافآتهم الشهرية من المجلس، وأنهم توجهوا إلى الأمانة العامة للمجلس ليستفسروا عن السبب وراء ذلك، ليكون الرد هو أن ذلك نتيجة لانخفاض عدد الجلسات والاجتماعات المنعقدة شهريًا. يذكر أن مجلس النواب يعانى منذ بدء تشكيله، من ظاهرة غياب النواب عن حضور الجلسات العامة، وهو ما أثر في عمله وإقرار عدد من القوانين التي تتطلب موافقة الثلثين وفقًا لنص الدستور، كما أن الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس، حذر الأعضاء من تلك الظاهرة، مهددًا بأن تكرار تغيب النواب يؤدى إلى إسقاط العضوية، كما حذر النواب من إعلان أسماء المتغيبين عبر وسائل الإعلام، وتكليفه أمين عام المجلس بحصر الأسماء واتخاذ إجراءات معهم وفقًا للائحة الداخلية. ونتيجة لتكرار تغيب النواب خلال الفترة الأخيرة، تأخر انعقاد الجلسات العامة للمجلس، لمدة وصلت في أغلب الأوقات إلى ثلاث ساعات، لعدم اكتمال النصاب القانونى للانعقاد، ما اضطر رئيس البرلمان خلال الفترة الأخيرة إلى عقد جلسة واحدة في الأيام المقرر عقد جلسات فيها، تبدأ من الثالثة عصرًا لتنتهى في حدود السابعة مساءً، وذلك رغم أن جدول الجلسات ينص على عقد جلستين في اليوم الواحد، الأولى تبدأ في الثانية عشرة ظهرًا وتنتهى في الثالثة عصرًا، لتبدأ الجلسة الثانية في الرابعة عصرًا لتنتهى في السابعة مساءً. وفى الوقت الذي تنص فيه اللائحة الداخلية للبرلمان على "أن عقد الجلسات العامة ثلاث جلسات أسبوعيًا إلا إذا رأى المجلس غير ذلك"، وهو ما يعنى أن الأصل عقد الجلسات أسبوعيًا وأن الاستثناء غير ذلك، نجد أن البرلمان يعقد جلساته العامة ثلاثة أيام كل أسبوعين، أي أن هناك أسبوعًا يعقد فيه جلسات والأسبوع التالى لا يعقد به تلك الجلسات، وذلك بناءً على طلب أغلب الأعضاء ذلك من رئيس المجلس عقب إقرار اللائحة الداخلية وبدء تفعيلها. ورغم أن تطبيق ذلك الاستثناء كان بطلب أغلب الأعضاء، لكى يتمكنوا من متابعة مشكلات دوائرهم في الأيام التي لا تعقد بها جلسات، إلا أن عددًا ليس بالقليل منهم اعتاد عدم حضور تلك الجلسات التي تعقد على مدى ثلاثة أيام كل أسبوعين، وعددها 6 جلسات بمعدل جلستين يوميًا، ما أدى إلى تعطيل عمل المجلس، واضطر رئيس البرلمان لعقد جلسة واحدة يوميًا بدلا من جلستين نتيجة عدم اكتمال نصاب الانعقاد، حيث كان رئيس المجلس يعانى في بداية كل جلسة انتظارًا لاكتمال النصاب، إضافة إلى أن حال قيامه برفع الجلسة الأولى لا يتمكن من انعقاد الثانية؛ بسبب مغادرة أغلب الأعضاء. ووفقًا للمصادر ذاتها فإن عقد جلسة واحدة في اليوم أدى إلى عقد 6 جلسات فقط، شهريًا، بدلا من 12 جلسة، ما أدى إلى تخفيض بدلات حضور الجلسات، خاصة مع تقليل عدد اجتماعات اللجان النوعية في الأسابيع التي ليس بها جلسات عامة، حيث تراوحت مكافآت أغلب النواب ما بين 6 آلاف و10 آلاف، بعدما كانت تصل قيمتها إلى 17 ألف جنيه. وأوضحت المصادر أن قيمة بدل حضور الجلسة الواحدة يبلغ 350 جنيهًا، ما يعنى أن قيمة بدل حضور 6 جلسات عامة تبلغ 2100 جنيه، كما أن قيمة بدل حضور اجتماع اللجنة النوعية يبلغ 150 جنيهًا. كما أكدت أيضًا أن عددًا من النواب الذين يعتمدون على مكافآتهم، وليس لهم أي دخل آخر، يسعون إلى تقديم طلب إلى رئيس المجلس، يطالبونه فيه بعودة عقد جلستين في اليوم الواحد، حتى تزيد مكافآتهم، لمواجهة ارتفاع الأسعار، مؤكدين له أنهم على خطأ حينما طالبوا بعقد جلسات كل أسبوعين من الأساس.