انقسام في اليهودية.. والكتاب المقدس يؤكد..وروايتان في الإسلام.. والبوذية تراه المنقذ.. وكاتب مغربي: مورث وثنى! د.آمنة نصير: «ميزو» ليس الأول.. وسبقه «مهدى» خطط لتفجير البيت الحرام! دعك من الأراجوز «ميزو»، ومن سبقوه ومن سيأتون بعده، ومن كل من ادّعى أنه «المهدى المنتظر»، بحثا عن شهرة مفقودة، قد لا تأتى إلا بأساليب ملتوية، أو مُغرقة في الغرابة، أو تأثرًا بجنون مسّه أو اجتاحه، ويبقى السؤال الأهم: ما حقيقة «المهدى المنتظر»، ومتى يظهر، وما دوره وما رسالته، ولماذا لا يخلو دين سماوى أو وضعى من الحديث عنه؟ ورغم هذا الحضور الطاغى في معظم الأديان، إن لم يكن جميعها، إلا أنه كما جرت العادة، فإن الروايات وإن تشابهت ظاهريا، فإنها تختلف كثيرا في التفاصيل، وهو ما دفع كثيرين إلى نفى وجود «المهدى المنتظر» جملة وتفصيلا، ما حتى أن كاتبا مغربيا اسمه محمد عمراني حنشي وضع كتابا أسماه: «المهدي اللامنتظر لا عند اليهود ولا عند الشيعة ولا عند السنة ولا عند البرتغال»؛ انتهى فيه إلى أن المهدوية أسطورة غارقة في الموروث الوثني، تعود إلى ديانة "زرادشت" في التراث الإيراني، ويرى أن الحديث عنها يرتبط بالمنعطفات التاريخية المرتبطة بالتأزم واليأس... السطور التالية تعرض جانبا من هذه «الإشكالية المقدسة» التي يراها فريق حقيقة مؤكدة لا تقبل تشكيكًا ويراها آخرون اسطورة وخيالًا في خيال. 1- انقسام في اليهودية ينقسم أبناء الديانة اليهودية، بشأن ظهور المهدي المنتظر، فمنهم من يؤمن بأن المهدي المنتظر هو «المسيح المخلص»، وهناك بعض الطوائف مثل «الفريسيين والسامريين» يؤمنون بوجود المسيح المخلص وأنه سينزل في آخر الزمان، ويجتمعون معه في القدس، وهو الذي سيعيد بناء هيكل سليمان. بينما تنكر طائفة «الصدوقيين» فكرة مجيء المخلص من الأساس، أما طائفة «القراءين» فيؤمنون بأن الإنسان له دور في سرعة قدوم المخلص الذي يجمع شتات البشر عن طريق فعل الخير والأفعال الحسنة، ولكن طائفة «الحسيديين» تختلف في اعتقادها فهي ترى ضرورة وجود المخلص، ولكنه ليس شخصًا واحدًا ولكنهم مجموعة من الأفراد أطلقوا عليهم «هتسديقيم» لتخليص أبناء طائفتهم التابعين لهم. ورغم اختلاف كل طائفة في تناولها للإيمان بالمسيح المخلص إلا أن الإيمان بالمخلص شكل جزءًا من معتقدهم الديني، لأنهم ينتظرون المسيح لينشئ على الأرض ملكوت السماء ويحقق السلام والعدالة في الأرض وفق تنبؤاتهم الدينية. 2-المجيء الثاني للمسيح المجيء الثاني للمسيح أحد أركان الإيمان المسيحي، فالكتاب المقدس مليء بالآيات التي تتحدث عن مجيئه ثانية لاختطاف المؤمنين، وفي ذلك يذكر الكتاب المقدس في (إنجيل يوحنا 14:3): «آتي أيضًا وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا»، وهذا الرجاء هو أحد أركان المسيحية الثلاثة «الإيمان والرجاء والمحبة» (1 كورنثوس 13: 13). لكن من المهم جدًا التمييز بين رقاد وموت المؤمن، وبين مجيء المسيح الثاني، ففي رقاد المؤمن يذهب إلى المسيح كالقديس استفانوس (أعمال 7: 56)، أما في مجيئه إلى المؤمنين الأحياء، فإنهم لا يرون الموت بل يتغيرون على مثال أخنوخ (عبرانيين 11: 5)، ويقوم المؤمنون الراقدون لملاقاة الرب في الهواء.. إذن مجيء المسيح ثانية ليس هو رقاد المؤمن. «أنا أمضي لأعد لكم مكانا، وإن مضيت وأعددت لكم مكانا آتى أيضا وآخذكم إلى حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا».. تلك كلمات قالها السيد المسيح لتلاميذه وقد ارتبط إعلانه عن المجيء الثاني بقيامة الأموات والدينونة والحياة معه في الأبدية. وفي واقعة صعود المسيح للسماء ظل تلاميذه ينظرون إلى فوق، فأتاهم ملاك، قائلا:«إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء» (أعمال 9:1)، وعاش التلاميذ والكنيسة الأولى تتوقع أن هذا المجيء الثاني، سيتم في الٌقريب العاجل لدرجة أن القديس بولس توقع أن يكون هذا المجيء في أيامه. كما توقع القديس بولس أنه سيكون ضمن الأحياء الذين سيخطفون ليلاقوا الرب في الهواء، فقال: «فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين، لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عظوا بعضكم بعضا بهذا الكلام».. (1تس15: -18). ويقول القديس بطرس إنه في آخر الأيام سيأتي أناس يتساءلون «قائلين أين هو موعد مجيئه لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة» (2بط3: 4)، لكن المسيح لم يعط تاريخًا أو وقتًا محددًا ليوم أو سنة مجيئة «لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب، هكذا يكون أيضا مجيء ابن الإنسان»، وحذر المسيح تلاميذه «لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا». وفصل المسيح المشهد الذي يأتي به في المجيئ الثاني، فقال:«يبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح، من أقصاء السماوات إلى أقصائها.. فمن شجرة التين تعلموا المثل: متى صار غصنها رخصا وأخرجت أوراقها، تعلمون أن الصيف قريب.. هكذا أنتم أيضا، متى رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب على الأبواب» (إنجيل متي أصحاح 24). وأكد أن ذلك اليوم وتلك الساعة لا يعلم بهما أحد إلا الأب، إلا أن كثيرين، حوروا معنى كلام السيد وأخذوا يحسبون حسابات خاصة بهم وافترضوا تواريخ وأزمنة قالوا إن المسيح سيأتي فيها، وكان السيد المسيح قد كشف عن علامات ستحدث قبل مجيئه ونهاية العالم. وشرح المسيح الطريقة التي سيأتي بها ثانية فيقول: «فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين لأن الرب نفسه –بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله- سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولًا ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب».. (1 تسالونيكي 4: 15- 17). وكذلك: «هو ذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فإنه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد.. وهذا المائت يلبس عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت إلى غلبة أين شوكتك يا موت وأين غلبتك يا هاوية».. (1 كورنثوس 15: 51- 55). 3-نسختان في الإسلام يتفق معظم المسلمين على أن المهدي المنتظر قادم بلا أدنى شك، لكن يختلفون في طبيعة الشخص نفسه، فأهل السنة يؤمنون بأن خروج المهدي المنتظر شيء معلوم في الدين، ومن الأمور المسلم بها، ومن الأساسيات لعلامات يوم القيامة، وبخروج المهدي يحكم 7 سنوات يملأ الأرض عدلا من بعد ظلم عظيم لأهلها، وذلك استنادا إلى أحاديث يطعن البعض في صحتها. والمهدي المنتظر، بحسب الروايات المتواترة في كتب الأحاديث، من نسل الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) من ابنته السيدة فاطمة، ويستشهد المسلمون السنة بالعديد من الأحاديث النبوية التي تدل على أن خروج المهدي المنتظر سيأتي في آخر الزمان، مثل ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تذهب أولا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجلا من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي»، وفي رواية لأبي داود: «يواطيء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»، والحديث قال عنه الترمذي حديث حسن صحيح، وصححه الألباني وهو ما احتج به «ميزو» لأن اسمه «محمد عبدالله»، وأيضا الحديث الذي روي عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلًا، كما ملئت ظلما وجورًا، يملك سبع سنين»، وهو حديث رواه أبو داود والحاكم، وحسنه الألباني. وعن كونه من نسل السيدة فاطمة قالت أم سلمة رضي الله عنها: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المهدي من عترتي من ولد فاطمة» رواه أبو داود وابن ماجه. ومن غير المعروف والمنتشر عن المهدي المنتظر أنه لم يكن صالحا في أول حياته لكنه سيوب ويوفقه الله في ليلة واحدة ووفق الحديث المنسوب للنبي الكريم: «المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة»، رواه أحمد وابن ماجه، وصححه أحمد شاكر والألباني، وقال ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم: «أي يتوب الله عليه، ويوفقه ويلهمه، ويرشده بعد أن لم يكن كذلك». وعن انتشار الخير والرزق والمال بين يديه، قال أبي سعيد الخدري إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صحاحًا، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعًا أو ثمانيًا. يعني حججا».. رواه الحاكم وصححه وقال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: هذا سند صحيح رجاله ثقات. أما المسلمون الشيعة فيؤمنون بأن «الانتظار» لظهور الإمام الغائب، وهو الإمام محمد بن الحسن العسكري، وهو الإمام المتمم للاثني عشر والأخير، فوفق هذا الاعتقاد يجب على الإنسان أن يكون على استعداد، وذلك بالأعمال الصالحة والبعد عن المعاصي والصيام والحفاظ على الصلوات ونشر علوم أهل البيت. ويقول المرجع الشيعي محمد باقر الصدر: «إن الإسلام حوَّل فكرة الخلاص من الإيمان بها في الغيب، ومن فكرة ننتظر ولادتها، ومن نبوئة نتطلع إلى مصداقية، إلى واقع ننظر فاعليته وإنسانً معين يعيش بيننا بلحمه ودمه، نراه ويرانا ويعيش مع آمالنا وآلامنا ويشارك أحزاننا وأفراحنا ويترقب اللحظة الموعودة»، وتتفق جميع الفرق الشيعية في الاعتقاد بوجود المهدي المنتظر ما عدا الفرقة الزيدية لا تؤمن بغياب الإمام وعودته، ولكنها ترى أن الإمامة موجودة ومستمرة منذ عهد الإمام على وحتى قيام الساعة. 4-بين بوذا والهندوس لا يختلف البوذيون عن الشيعة في الإيمان بانتظار المخلص لكنه هنا «بوذا الخامس»، وهو المنقذ وفي المعتقدات الصينية جاء في كتاب أوبانيشاد: «حينما يمتلئ العالم بالظلم، يظهر الشخص الكامل الذي يسمى (يترتنكر: المبشر) ليقضي على الفساد، ويؤسس للعدل والطهر، سيُنجي كريشنا العالم حينما يظهر البراهميتون». وجاء في كتاب ريك ودا: «يظهر ويشنو بين الناس.. يحمل بيده سيفًا كما الشهاب المذنب ويضع في اليد الأخرى خاتمًا براقًا، حينما يظهر تكسف الشمس ويخسف القمر وتهتز الأرض». أما الهندوسية فيظهر أيضًا الإيمان بالمصلح أو المنقذ الموعود الذي يأتي بعد تراجع أخلاقي، وذكر في كثير من الكتب مثلما جاء في كتاب (مهابهارتا): «تذهب الأديان جميعًا إلى أنه في نهاية كل مرحلة من مراحل التاريخ يتجه البشر نحو الانحطاط المعنوي والأخلاقي، وحيث يكونون في حال هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ، ويمضون في حركتهم مضي الأحجار الهابطة نحو الأسفل فلا يمكنهم أنفسهم أن يضعوا نهاية لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي، إذن لابد من يوم تظهر فيه شخصية معنوية على مستوى رفيع تستلهم مبدأ الوحي وتنتشل العالم من ظلمات الجهل والضياع والظلم والتجاوز، وقد أشير لهذه الحقائق في تعاليم كل دين إشارة رمزية منسجمة مع المعتقدات والقيم الأخرى انسجامًا كاملًا». 5- د.آمنة نصير..ترد ترى أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير أن فكرة "المهدي المنتظر" أو "المخلص"، ظهرت في الديانات السماوية بسبب غموض موعد يوم القيامة، لافتة إلى أن ذلك الغموض جعل العقول تذهب إلى النصوص الدينية لتستلهم منها موعد يوم القيامة أو على الأقل العلامات الدالة عليها، وهو ما يعرف في الإسلام ب«علامات الساعة الصغرى والكبرى». أستاذ العقيدة والفلسفة أشارت إلى أن أهل السنة يعتقدون أن من شروط الساعة خروج المهدي المنتظر آخر الزمان، فيملك ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وذلك حسبما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة، مؤكدة أن غالبية مذاهب الشيعة تحدثت أيضا عن " المهدي المنتظر"، ومنها مذهب "الإمامية الإثنى عشرية"، وهي فرقة تعتقد أن المهدي هو "محمد بن الحسن العسكري"، المنتظر من ولد الحسين بن على، حيث يعتقد الشيعة أن الأخير دخل سرداب سامراء طفلا صغيرا، منذ أكثر من 500 عام، فلم تره بعد ذلك عين، ولم يرد فيه خبر أو يظهر له أثر، وهم ينتظرونه كل يوم ليخرج من السرداب ليحكم ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا، وعندما يذكر اسمه دائما يدعون «اللهم عجل فرجه». اعتبرت الدكتور آمنة نصير أن كثيرًا من الناس ممن ادعوا أنهم «المهدي المنتظر»، الذي سيظهر في آخر الزمان وآخرهمالشيخ محمد عبد الله "ميزو"، الذي قال في تدوينة على «فيس بوك» قبل أيام: «أعلن أنني أنا الإمام المهدي المنتظر (محمد بن عبد الله) الذي جاءت به النبوءات وجئت لأملأ الأرض عدلا وأدعو السنة والشيعة وشعوب الأرض قاطبة لمبايعتي» ليس أول من ادعى وزعم ذلك، بل سبقه آخرون مثل: محمد بن عبدالله القحطاني الذي استعان بصهره جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي، الذي كان موظفا في الحرس الوطني السعودي لمدة 18 عاما، ومع بزوغ فجر غرة محرم عام 1400 هجرية، الموافق 20 نوفمبر 1979، دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكةالمكرمة لأداء صلاة الفجر وهم يحملون نعوشًا، وأوهموا حراس المسجد الحرام بأنها نعوش لموتى وسيصلون عليها صلاة الميت بعد صلاة الفجر والحقيقة أن هذه النعوش لم تكن إلا مخازن للأسلحة النارية والذخائر، وما إن انفضت صلاة الفجر حتى قام جهيمان وصهره محمد بن عبدالله القحطاني أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلنوا للناس نبأ ظهور المهدي المنتظر وفراره من «أعداء الله» واعتصامه في المسجد الحرام، وقام أتباع جهيمان بمبايعة محمد القحطاني «المهدي المنتظر»، وطلب من جموع المصلين مبايعته، وأوصدوا أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلون أنفسهم محاصرين داخله، قبل أن تفرض أجهزة الأمن سيطرتها على الموقف. ونبهت الدكتور آمنة نصير إلى أن فكرة المهدي المنتظر لم تقتصر فقط على المسلمين بل ظهرت في المسيحية، مؤكدة أن المسيحيين ينتظرون عودة المسيح الذي يمثل بالنسبة لهم "المخلص والفادى"، موضحة أن المسيحيين يعتقدون أن المسيح جاء ليحقق الخلاص الذي تنبأ به أنبياء العهد القديم ويعيد الإنسان مرة أخرى إلى الجنة بعد سقوط الإنسان الأول في الخطيئة، ولما لم يحدث هذا في الوقت الذي كان فيه بين الناس، خاصة بعدما رفعه الله للسماء حيا، فالمسيحيون ينتظرون عودته لكى يكمل رسالة السلام التي بدأها. وكذلك الحال في اليهودية، حيث تنبأ موسى عليه السلام بمجىء المسيح فقال: «يقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من إخوتك مثلى. له تسمعون» (تثنية 15:18)، لافتة إلى أن اليهود ما زالوا ينتظرون ظهور المسيح ويعلقون آمالا جساما على مجيئه، فيعتقدون أنه حين يأتى تطرح الأرض خيرا كثيرا ويعم السلام.