قطر حاولت إقحام نفسها في القضية ولكن النوبيين تبرأوا من كل من سافر إليها يلعب أبناء الجالية النوبية دورًا في صناعة القرار الأمريكى، باحتلالهم مناصب مهمة في مختلف القطاعات حتى داخل وزارة الدفاع "البنتاجون"، حيث عمل أحد النوبيين مديرًا لقسم "تكنولوجيا المعلومات"، إضافة إلى تنظيمهم حفلات وفعاليات كموائد إفطار كانت أشهرها بجوار البيت الأبيض، في رمضان 2010. وساعد الكثير من النوبيين الحاصلين على الجنسية الأمريكية مصر بل أشقاءهم العرب في التواصل مع المؤسسات الأمريكية وأشهر مثال على ذلك كان تعاقد السفارة المصرية مع السائق "صلاح عبدالله" من قرية "الدكة" النوبية لنقل وفد إعلامي مصرى في تحركاته أثناء تغطية انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يوم 2 سبتمبر عام 2010. النوبيون في بريطانيا أمريكا لم تكن المكان الوحيد الذي شد إليه النوبيون الرحال، فللنوبيين وجود قوى أيضًا في المملكة المتحدة البريطانية، حيث أسسوا "رابطة أبناء النوبة في بريطانيا"، وبعد الاحتجاجات وقطع الطرق الذي أعقب عرض أراض في مناطق النوبة لبيعها بالمزاد العلني، خرج رئيس الرابطة "أحمد عبد العظيم" لتوضيح أسباب غضب النوبيين، قائلا: "النوبيون منذ 53 عامًا لم يجدوا أي حكومة تفتح ملف أزمتهم بدءًا من الرئيس الأسبق "محمد أنور السادات" مرورًا ب "محمد حسنى مبارك" وصولا إلى الحكومة الحالية، وسبب إصرارهم على الرجوع للنوبة بعد كل تلك السنوات هو تضحيتهم، ودفن أجدادهم تحت بحيرة ناصر، وقبولهم التهجير. "عبد العظيم" شدد –في سياق حديثه- على رفض النوبيين قرار 444 لسنة 2014 الخاص بتحديد المناطق المتاخمة للحدود والذي وضع أكثر من 17 قرية من القرى النوبية القديمة من ضمن المنطق المحظورة والممنوعة والتي لا يجوز التوطين بها ولا الإقامة عليها وذلك بالمخالفة لأحكام الدستور المصرى الجديد". التدخل في الشأن المصرى تحاول الدول المختلفة مع مصر سياسيًا استغلال أي قضية وملف ممكن لتحقيق أهدافها مثل قطر التي اختارت الصيد في المياه العكرة من خلال دعوة النوبيين المصريين لزيارة الدوحة، العام الماضي، ليحتفلوا باليوم النوبى العالمى بعد إلغائه في مصر حدادًا على أرواح شهداء العمليات الإرهابية آنذاك. واعتبر الكثير من المحللين أن قطر تحاول تحريض النوبيين ضد النظام الذي أطاح بجماعة الإخوان، ولكن مثلما اعتدنا جميعنا من النوبيين، لم نفاجأ أبدًا من موقف أهل النوبة الذي يرفض تدخل أي دولة أجنبية في شأننا المصرى عندما أكد عدد من النوبيين الذين سافروا لقطر للاحتفال، وعلى رأسهم مدير عام آثار أبوسمبل "أحمد صالح" أن الحفل الذي أقيم بالحى الثقافى (كتارا) لا علاقة له بالسياسة، إلى جانب أنه تم تحت رعاية السفارة المصرية بالدوحة، بحضور المسئولة عن الملف النوبى برئاسة الجمهورية، مشددًا على أن الحفلة كانت تخص النوبيين وليس القطريين. وبدوره، رأى رئيس النادي النوبى "محمد صلاح عدنا" أن ما قامت به قطر من دعوة للنوبيين من مصر له مغزى خطير، مرجحًا أن من سافروا وشاركوا من مصر تعاملوا مع الموقف بحسن نية ولم ينتبهوا لسوء نية العدو القطري، وأن هؤلاء لا يمثلون النوبيين بل يمثلون أنفسهم بشكل شخصى، وأن ما حدث يعد تدخلا سافرًا في الشأن المصرى. وترفض أيضًا، حركة "كتالة" التي تأسست في نوفمبر 2012 وتضم عددَا من سكان النوبة، أي تدويل للقضية النوبية حتى لا تتدخل دول خارجية في الشأن المصري، وهو ما أكده رئيسها التنفيذى "أسامة فاروق" لكنه لم يمانع اللجوء إلى المنظمات الحقوقية الدولية للاستعانة بها في رد حقوق النوبيين.