حالة من الإهمال سيطرت على مقابر مدينة بيلا، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، بعدما تحولت إلى مأوى للحيوانات الضالة، والبلطجية، واللصوص، وتجار المخدرات، وغيرها من الأعمال المنافية للآداب. كان للوحدة المحلية لمركز ومدينة بيلا، النصيب الأكبر في الإهمال، وذلك بعد أن تركت المقابر سنوات طويلة دون نظافة، أو إنارة، أو تأمين، أو رصف، دون أدنى توجيه من المحافظة. «فيتو» أجرت جولة ميدانية في مقابر بيلا، وانتقلت إلى جميع شوارع المقابر، لترصد الأزمة خلال السطور الآتية، ومعاناة الأهالي التي يوجهوانها في دفن موتاهم. يقول عبد الفتاح سليمان، «مدير عام سابق بالتربية والتعليم»، إن مقابر مدينة بيلا، تعانى من انتشار القمامة، ومخلفات المبانى بداخلها والتي تعوق سير الجنازات، فضلًا عن الحيوانات والطيور النافقة، ومستنقعات المياه التي تنبعث منها الروائح الكريهة. أكد وليد البرعى، «موظف»، أن الزواحف، والحشرات الضارة، والحيوانات المفترسة، تسكن المقابر، وذلك بعد أن رأى أكثر من مرة الثعابين، والحرباء، والقطط البرية، والكلاب الضالة وهى تتجول في الشوارع. أضاف محمد عبد العزيز، «بالتأمينات والمعاشات»، أن الأحواش القديمة بمقابر بيلا، أصبحت مأوى لتجار المخدرات، ومكانًا لتعاطى حقن «المكس»، والهيروين، وغيرها من المضرات. أوضح السعيد الجعب، «على المعاش»، أن مقابر بيلا خالية من أعمدة الإنارة، حيث يستعين الأهالي بالكلوبات، وكشافات الإنارة، في دفن جثث الموتى ليلًا، لافتًا أن مجلس المدينة لم يلتفت إلى شكاوى المواطنين في هذا الأمر منذ سنوات. أشار سمير عبد الوهاب، «عامل»، إلى أن المقابر بحاجة إلى تكثيف الجهود الأمنية، لمنع ما يرتكب بداخلها من أعمال منافية للآداب تتكرر بين الحين والآخر، وذلك بعد أن قام الخارجين غن القانون بسرقة بوابات المقابر، لبيعها بالكيلو، وشراء المخدرات بتلك الأموال الحرام. أرجح صلاح المقدم، «مهندس زراعى»، أن كثرة الحشائش العشوائية، والأشجار الكثيفة، هي السبب الرئيسى في انتشار الزواحف، والحشرات الضارة، وذلك بعد أن وجدت ملجأ لها، يحميها من العوامل الجوية. تحكى نهلة عبد العظيم، «ربة منزل»، أنها تعرضت أثناء زيارتها لقبر والديها لعملية سرقة بالإكراه، بعد قيام شخص بتهديدها بالسلاح الأبيض حتى يحصل على أموالها، ومتعلقاتها الذهبية. واستطردت نادية السيد، «عاملة زراعية»، أنها تأتى بين الحين والآخر لزيارة زوجها، وبعض أفراد عائلتها، ولكنها لا تستطع دخول المقابر، خوفًا من البلطجية، والمتسولين، فتقف من بعيد لقراءة الفاتحة، ثم تغادر المكان. من جانبهم، طالب أهالي مدينة بيلا، اللواء السيد إبراهيم نصر، محافظ كفر الشيخ، بسرعة نظافة المقابر، وإنارتها، وتأمينها، حفاظًا على حرمة الموتى، معبرين عن استيائهم الشديد من عدم اهتمام مجلس المدينة، بالمقابر، وتنظيفها بشكل دوري.