عقد الاتحاد الاشتراكي 12 جلسة برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر، بدأت في 24 نوفمبر 1964 وانتهت في 11 مايو 1965. والاتحاد الاشتراكي كان بمثابة هيئة مصغرة تحكم مصر، وكان من أعضائه عبد الحكيم عامر وزكريا محي الدين وسيد مرعي وكمال رفعت وحسين الشافعي وأنور السادات وشعراوي جمعة وعباس رضوان. ومن أهم الموضوعات التي دارت حولها الجلسات الاثنى عشر كانت الصحافة، ففي الجلسة الأولى طرح حسن إبراهيم نائب رئيس الجمهورية ملاحظةً تفيد أنه لا توجد صحيفة تنطق باسم الاتحاد الاشتراكي، أو أن تنطق كل الصحف بما يعبر عن الاتحاد. فردّ عليه الرئيس عبد الناصر قائلا: "بالنسبة للصحافة ستكون هناك لجنة للصحافة؛ لأن الصحافة في الفترة الماضية كانت لها دور في خلق البلبلة، كما أنني لا أريد أن تكون الصحف كلها نسخة واحدة". وثالثا: نريد أن تجتهد الناس في أي موضوع من الموضوعات؛ لأن الشعور السائد بين الناس أن الصحف جميعها مراقبة.. وهي في الحقيقة لا تخضع للمراقبة، كما يجب أن يترك باب الاجتهاد مفتوحا بالنسبة للكتابة في موضوعات الاشتراكية، إننا إذا قيّدنا العملية فإن صحافتنا ستفقد قيمتها.. ليس هنا فقط وإنما في العالم العربي، ولذلك يجب أن تكون هناك وحدة فكرية وأتصور أن خالد محي الدين ومعه رؤساء التحرير سيساعدون على إيجاد هذه الوحدة الفكرية. وتابع: "كمثل من الأمثلة التي كانت تنشر في الصحافة نجد أن مجلة روز اليوسف كانت تنشر عبارات "يا بيروقراطية يا، اللحمة يا بتوع اللحمة"، وأنا لا أمانع أن ينشروا أن القصر العيني فيه أخطاء، لكن لا يجوز أن يقال إن المستشفيات كلها بايظة، كما أنه لا داعي لنشر أخبار مجهلة.. إنني اعتبر هذه العملية تخريبية".