تحتوي محافظة الغربية على أماكن ومناطق أثرية متنوعة يزورها السائحون والمهتمون بالتاريخ الفرعوني والروماني من كل دول العالم. يأتي على رأس تلك الأماكن قرية "صالحجر" التابعة لمركز بسيون وتقع على الضفة الشرقية لفرع رشيد وكانت تسمى في اللغة المصرية القديمة ساو وسماها الإغريق "سايس". ظهر تاريخ القرية في فترة الأسرة ال24 ووصلت إلى مجدها عندما حررها الملك أبسماتيك الأول من حكم الآشوريين حتى أصبحت عاصمة مصر الفرعونية في عهد الأسرة ال26 وعاصمة لدولة مصر الرومانية كما كانت أكبر ممر تجاري في العهد الإسلامي. وزار المؤرخ اليونانى هيرودوت "صالحجر" وقدم وصفًا لكثير من مقابر ملوكها التي كانت داخل أسوار معبد الإلهة نيت، كما ذكر أيضًا المسلات والبحيرة المقدسة. وفي العصر الحديث بدأت الحفريات في صالحجر عام 1850 وكذلك في عام 1901 وتم اكتشاف عدة تماثيل نقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة منها تمثالًا لكبير كهنة نيت (واح أيب رع) وكان يعمل مديرًا للحدود وحاكمًا للصعيد وتمثالًا آخر (سماتاوى تف نخت) من عهد الملك إبريس وكان قائدًا للفرسان وقائدًا للحدود الغربيةوالشرقية وتوجد أيضًا بعض التماثيل من الأسرة السادسة والعشرين معروضة بالمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية. كما تم تهريب بعض التماثيل للخارج ليعرض بعضها الآن في متحف تورينو بإيطاليا والأشموليان بأكسفورد ومتحف اللوفر بباريس ومتحف الفاتيكان بروما. أما قرية بهبيت الحجارة التابعة لمركز سمنود أطلق عليها القدماء المصريون برحبيت وشيد بها معبد لعبادة الملكة إيزيس أم الإله حورس وزوجة أوزير وتحتوي على معبد الإله نوريس شو والذي تم هدمه بسبب المياه الجوفية وتم تشوين آثاره في مخزن تابع لمنطقة تفتيش سمنود. ولم يقف تاريخ سمنود عند هذه القرية وإنما امتد إلى التاريخ القبطي، حيث كنيسة العذراء مريم وكنيسة ابنها الشهيد أبانوب التي جاءت إلى مصر هربًا من ظلم الحكام الرومان الوثنيين وتحتوى آثارًا للسيدة العذراء. وقد زار وفد روماني الأسبوع الماضي هاتين الكنيستين بصفتيهما من أقدم الكنائس في مصر وذلك ضمن أنشطة السياحة الدينية التي تنظمها الدولة. يذكر أن الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، واللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، قاما بافتتاح كنيسة أبانوب والسيدة العذراء بعد أعمال الترميم والتجديد في شهر أغسطس الماضي.