شهدت السينما المصرية على مدى عقود مختلفة حالات من الانتعاش الفني، كان سببها وجود مبدعين حقيقيين رغبوا في تقديم أعمال مختلفة عن السائد فكتب لهم النجاح، ومن هؤلاء المنتج الكبير حسين القلا المعروف جيدًا في الأوساط الفنية. ورغم أن الفكرة الشائعة عن المنتج أنه يسعى للكسب المادى فقط، إلا أن القلا وبعض المنتجين حطموا تلك الفكرة وحرصوا على إنتاج أعمال ذات مضمون فنى راقى ولم يكن الربح فقط هو الهدف، ولكونه واحدًا ممن أثروا السينما المصرية والعربية بعدد ضخم من الأفلام التي أنتجها لتدخل تاريخ الصناعة، وقع اختيار إدارة الدورة ال 38 من مهرجان القاهرة، التي تنطلق اليوم، عليه لتكريم مع عدد من الشخصيات السينمائية. ومن المقرر منح القلا جائزة فاتن حمامة التقديرية، وتم إطلاق اسمها في الدورة 37 على الجائزة التقديرية وجائزة التميز التي تمنح لكبار السينمائيين العالميين والشباب الواعد منهم، نتعرف على مشوار القلا مع الإنتاج. وحسين القلا هو منتج فلسطينى الأصل خاض تجربة الإنتاج الفنى، وتأسست خبرته عام 1982 من خلال فيلم حدوتة مصرية مع المخرج العالمى يوسف شاهين، وقام وقتها بتمويل الفيلم وكان حريص وقتها على ألا يظهر إعلاميًا تاركًا ذلك لفريق عمل الفيلم وأبطاله ومخرجه، ورغم ذلك حرص على الحضور معهم في المهرجانات الدولية وعلى رأسها مهرجان كان. وبعد ذلك توالت أعماله الفنية، وقدم العديد من الروائع والتي كانت تعتمد على فكرة الجودة والرقى والمضمون الهادف والابتعاد عن نظرية تحقيق المكسب التجارى فقط والتي كان يعتمدها أغلب المنتجين. وفى عام 1986 قام بإنتاج فيلم "للحب قصة قصيرة" لرأفت الميهى، وبعدها أنتج فيلم الطوق والأسورة للمخرج خيرى بشارة، ثم فيلم البداية للمخرج صلاح أبو سيف، وهو بذلك حقق معادلة متميزة حيث تعاون مع مخرجين جدد وقتها مثل رأفت الميهى، وفى نفس الوقت أصقل تجربته في مجال الإنتاج التعاون مع مخرجين كبار بحجم صلاح أبو سيف. ومن الأفلام التي أنتجها أيضًا أحلام هند وكاميليا وزوجة رجل مهم للمخرج محمد خان، وأربعة في مهمة رسمية لعلى عبد الخالق، ويوم مر يوم حلو لخيرى بشارة، والكيت كات لداود عبدالسيد، والمواطن مصرى لصلاح أبو سيف، ورغم أنه قدم بعض الأفلام التي صنفت كأفلام تجارية مثل بطل من ورق إلا أنه التزم في أغلب أعماله بالخط الجاد حيث ناقشت تلك الأعمال قضايا سياسية واجتماعية ولها دور ثقافى أيضًا. والقلا توقف لفترة عن الإنتاج بسبب أزمة الإنتاج في مصر، وتراجع حالة السوق نتيجة وجود وسائط أخرى لمشاهدة الأفلام عبر قرصنتها فضلًا عن انحسار عدد الصالات المحلية مما جعل المنافسة في تلك الظروف عبئا كبيرا، بالنسبة لأى منتج ورغم فترات التوقف، إلا أن القلا كان حريصا على التواجد فقد سبق وقدم تجربة شبابية بوجوه جديدة في فيلم أوقات فراغ والماجيك، ثم توقف بعد ذلك وعاد مؤخرًا، بعد فترة غياب نحو عشرة سنوات، من خلال فيلم يوم من الأيام من بطولة النجم محمود حميده وأحمد حاتم وهبه مجدى ولطفى لبيب ومشيرة إسماعيل ورامز أمير وتأليف وليد يوسف وإخراج محمد مصطفى.