المديونية التي تطارد اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، لا يمكن القول إنها خرجت من العدم، لكن القراءة المتأنية لوضع «ماسبيرو»، تكشف أنها لا تتعدى كونها نتاج سنوات سابقة كان البذخ والترف ونزيف المال العام ضيوفًا دائمةالحضور على مائدة العمل بالمبنى، ما تسبب في تكبيل خزينة الاتحاد بأموال عديدة تسببت في توقف حركة الإنتاج الدرامي بعد ذهاب كل أرباح شركات النايل سات والمدينة وcne لسداد فوائد القروض من بنك الاستثمار القومي. الأزمة التي عصفت بماسبيرو منذ ثورة يناير وحتى اليوم ورفعت ديونه إلى 22 مليار جنيه على ما يبدو لم تكن سبيا مقنعا لبعض القيادات حاليا للتخلي عن الفشخرة والبذخ في بعض البنود كان أولها منح المكافآت خارج اللائحة المالية، ولعل أبرز ما في ذلك نحو 4 ملايين جنيه رصدها أعضاء الجهاز المركزي للمحاسبات بعد فحصهم دفاتر القطاع الاقتصادي بالتليفزويون تحت بنود عديدة منها عمولات تسويق وغيرها من بدلات السهر. إضافة إلى ذلك كانت التعاقدات الكبيرة لقطاع الأخبار مع وكالات أجنبية عديدة بهدف جلب معلومات منها يوميًا، رغم عدم الاعتماد على هذه الأخبار بشكل واضح بنشرات الأخبار، كما أن هذه الوكالات لم يتم مراجعة أهميتها بالنسبة للعمل أم لا، حيث جرى التعاقد معها منذ سنوات ويسدد ماسبيرو ملايين الجنيهات لها دون تقييم حقيقي لمدى الاستفادة الفعلية جراء وجودها. لم يتوقف الأمر داخل قطاع الأخبار عند هذا الحد بل واجه القطاع عدة انتقادات بسبب كبر حجم وأعداد المشاركين بالبعثات الخاصة بتغطية مؤتمرات ومناسبات عديدة مؤخرا معظمها كانت لأنشطة رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، ما كان سببًا في تحميل القطاع أكثر من 2 مليون جنيه مصاريف زائدة تم تقليلها إلى نصف مليون جنيه، بعد جلب أموال من وزارة الاستثمار وغيرها مساهمة مع القطاع في تحمل مصروفات تغطية المؤتمرات المهمة بالدولة. قطاع الهندسة لم يكن هو الآخر كان بعيدًا عن نزيف الأموال في أعمال ليست بالضرورية كان أبرزها تجديد الرخام الخاص بالبهو الرئيسي للمبني من منطلق التغيير ولاشعار الضيوف القادمين للمبني بوجود منظر جمالي ما تسبب في تحمل خزينة القطاع نحو 500 ألف جنيه ثمن شراء الرخام إلى جانب مصروفات أخرى عديدة لتركيبه بعمالة من خارج المبنى. لم يتوقف الأمر بالهندسة عند ذلك النحو بل أصبحت الفواتير الشهرية للتيار الكهربائي تمثل أزمة حقيقة ونوعًا من البذخ الواضح بقوة جراء وقوف عدد التكييفات بالمكاتب الإدارية وراء كبر حجم المديونية والتي وصلت خلال شهر يونيو فقط إلى مطالبة الكهرباء لماسبيرو بسداد نحو 2 مليون و700 ألف جنيه. إعلان المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، اتجاه الحكومة إلى التقشف ومشاركة جميع جهات ووحدات الجهاز الإداري للدولة في ذلك كانت سبيًا رئيسيًا في انعقاد لجان السلامة والصحة المهنية داخل التليفزيون لمناقشة سبل إيقاف نزيف الأموال والبذخ الكبير في فاتورة الكهرباء الشهرية للاتحاد لينتهي الأمر بمجموعة قرارات للحد من الاستهلاك المبالغ فيه بالمبنى العتيق المطل على كورنيش النيل. صفاء حجازى، رئيسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون من جانبها اتخذت عدة خطوات لتنفيذ توصيات اللجان، في مقدمتها تعميم منشور على جميع رؤساء القطاعات يتضمن تفويضها لقطاع الهندسة الإذاعية بفصل التيار الكهربي من بداية نوفمبر بجميع المكاتب الإدارية البعيدة عن الاستوديوهات تمامًا وبالتزامن مع حلول فصل الشتاء وعدم تشغيلها، خاصة أن البعض منها يعمل بنظام البارد والساخن ما يعني استمرار الاستهلاك للطاقة طوال العام. كما طالبت، رئيسة الاتحاد، بتخفيف إضاءة الطرقات الداخلية بالمبنى مساء بعد خروج أكبر عدد من العاملين بالمبنى، إلى جانب مطالبة جميع رؤساء القطاعات بتقديم مقترحات لتقليل النفقات في الإدارات والمحطات التابعة لهم.