سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«مستريح الصاغة» يثير الجدل حول تعاملات تجار الذهب.. أصحاب المحال: لانعتمد على ايصالات الأمانة.. «سليم»: صاحب الواقعة سمعته جيدة وارتفاع أسعار الذهب «السبب»
عمليات الاحتيال، لم تكن وليدة العصر، ولا ينفرد بها اللصوص، حيث أن كبار التجار يمكنهم النصب على الكثيرين مستغلين وضعهم في السوق، هذا ما شهدته منطقة الصاغة بالأمس، حينما وقع عشرات تجار الذهب بسوق الصاغة في الجمالية، ضحية لعملية نصب قادها أحد تجار الذهب "الكسر" بالسوق، والذي يستحق لقب «مستريح الصاغة» حيث هرب بكميات كبيرة من ذهب الكسر قيمتها نحو مئات الملايين من الجنيهات وفق تقديرات بعض التجار ضحايا الواقعة. بداية الواقعة تأتي حينما تخلف التاجر الكبير، المدعو «ح.ث» عن موعد تسليم الأموال للتجار أصحاب الذهب الذي يتولى مسئولية تصريفه، وهو ما ترتب عليه إبلاغ التجار للشرطة، التي بدورها فتحت المحل، ومن ثم تفاجأ التجار بما شاهدوه خلال تفريغ كاميرات المراقبة، حيث إن التفريغ أظهر جمعه للذهب والأموال وهروبه مساء أمس. وقدر أحد التجار المبلغ المستولى عليه من التجار ب320 مليون جنيه، لافتًا إلى أن التاجر أغلق محله أمس في الساعة الثانية بعد منتصف الليل على غير عادته، حيث أنه يغلقه في الثامنة مساءً؛ لانشغاله وبعض معاونيه في جمع الأموال والذهب في حقائب. الذهب الكسر من ناحية أخرى، قال صلاح عبدالهادي، عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية في القاهرة، إن تاجر الذهب الذي نصب على التجار بما يقرب من 100 كيلو جرام ذهب، لم يتم الوصول إليه حتى الآن، موضحًا أن الذهب الكسر هو المستعمل، والخام الذي يتواجد بالسوق، حيث إن محال الصاغة تشتري الذهب المستعمل من المواطنين، ومن ثم تورده إلى تجار الكسر. وأضاف عبدالهادي، في تصريح ل«فيتو»، أن تجار الذهب الكسر يحولونه إلى سبائك خام، ومن ثم يعاد تصنيعه، مشيرًا إلى أن جميع الذهب المتواجد بالسوق ما هو إلا ذهب كسر معاد تصنيعه حيث إن البلد تشهد أزمة في تواجد الذهب المستورد، واستيراد سبائك الذهب. وأوضح عضو شعبة الذهب أنه لا أحد يعرف مقدار وحجم الذهب الكسر في السوق، حيث إن كل تاجر لديه كميات معينة، مشيرًا إلى أن أسعاره لا تختلف عن أسعار الذهب المباع في الأسواق في عمليات البيع والشراء، ولا يوجد فرق إلا في المصنعية، حيث إن الذهب الكسر لا يضاف عليه مصنعية. كيفية المقايضة عدد من تجار المشغولات الذهبية، أكدوا أن التعامل فيما بينهم لايعتمد على ايصالات الأمانة، لكنه يعتمد على الثقة بينهم، بناء على أسماء التجار في المجال، وأضافوا: إن ما حدث بشارع الصاغة أمس، بتخلف أحد كبار تجار الذهب عن موعد تسليم الأموال الخاصة بزملائه الذين حصل منهم على ذهب لتصريفه، وهروبه بأكثر من ربع مليار جنيه، لم يكن جديدا، في إشارة إلى أنه منذ قرابة 5 سنوات وقع حدث مشابه له من تاجر كبير يدعى «ج.ن»، موضحا أنه استولى على أكثر من 50 كيلوجرام ذهبا من التجار. حسن السمعة عادل سليم، صاحب أحد محال الذهب بمنطقة الصاغة في الجمالية، قال إن "ح.ث" الملقب إعلاميا ب"مستريح الصاغة" متواجد بالمنطقة منذ أكثر من 20 عاما، وسمعته جيدة بالسوق، وقال:"أعتقد أن اختفاءه قد يكون بسبب تغيير مفاجئ في أسعار الذهب لم يضعه في الحسبان.. والكل يعلم أنه شخص جيد جدا"، متابعًا:"أكيد زيادة الضغوط عليه ومطالبات التجار له بالسداد تخطت حجم تعاملاته ما دفعه للاختباء.. واعتقد أن مافعله تصرف طبيعي لأى شخص يقع في ورطة، لكن الأكيد أنه لم يكن لديه نية النصب، وإلا كان فعل ذلك منذ زمن طويل". وعلى الرغم من الاضطراب الذي انتاب المنطقة بالأمس، إلا أن منطقة الصاغة بالجمالية شهدت اليوم الخميس، عودة الحياة إلى طبيعتها ومواصلة عمليات البيع والشراء، حتى داخل المحال التي وقع أصحابها ضحايا "مستريح الصاغة". وعلى صعيد متصل، خلت منطقة الصاغة من أي تواجد أمني، بعد إغلاق محل "مستريح الصاغة"، ومصادرة كاميرات المراقبة في المنطقة لتفريغ محتوياتها.