تركت الحملة الفرنسية آثارا عديدة بالدقهلية, تعد من معالم المحافظة كما أنشأ الفرنسيون أماكن ترفيهية رائعة, ولكن مع مرور السنوات تغيرت الحال، ومحمية «توريل» خير دليل علي هذا، فلم يكن يعلم الخواجه «توريل» الذى أنشأ حيا باسمه منذ عشرات السنين وأيضاً محمية طبيعية للحيوانات, ان الحال سوف تتبدل, حيث تحولت المحمية الى حديقة حيوان, والآن اصبحت مقلب قمامة بعد نفوق معظم الحيوانات . أنشأ الخواجة «توريل» محمية الحيوان بالمنصورة على مساحة 12 ألفا و257 مترا واشتري الحيوانات النادرة, وكان بينها نمر اسيوي, كان الذكر الوحيد فى العالم من الفصيلة النادرة «الببر», لتدخل المحمية التصنيف العالمى مع أنواع نادرة من الأسود والحيوانات, واشترط «توريل» قبل وفاته ان يتم الاهتمام بالحيوانات ولا يتغير نشاط المحمية ويتم تجديدها وإلا ستؤول الى ورثته, وتركها ورحل, ليحيطها الاهمال مع مرور الزمن, وأصبحت حديقة جرداء عنوانها الآن تلال القمامة الناجمة عن الإهمال. ويروى أمين عثمان قدرى (70 عاما) أحد سكان المنطقة ل» فيتو «: عندما كنت صغيرا كنت أذهب بصحبة الباشوات والبهوات لزيارة هذه المحمية, التي كان جمالها يجبر الباشوات من كل المحافظات علي زيارتها, وكان العلماء يجرون ابحاثا عديدة على انواع الحيوانات التى كانت تحتويها المحمية لندرتها, ولكن بدأ الاهمال يغمر المكان, فقتلوا النمر الاسيوى بعد ان التهم ذراع احد الزائرين, وباعوا الاسدين واغلب الحيوانات النادرة, بحجة أن المحمية لا تأتى بعائد مادى ينفقون منه على الحيوانات ويشترون أنواعا جديدة, الآن اقفاص الحيوانات تخللتها اكوام القمامة, ولم يعد فيها سوى بطتين وبجعتين, يضحكون بها على الزائرين, وحولوا الحديقة إلى ساحة تضم الكثير من الأراجيح بغرض جلب الرزق . ويواصل عثمان قائلا: الحكومة أمرت بقطع الاشجار والنخيل الذى يتعدى عمره 100 عام وقضوا على كل اشكال التاريخ بالمكان وعلى ذكرياتنا معه, والآن يضحكون علينا عندما نقدم شكاوى ويقولون إن هناك مخططا لتطويرالحديقة من جديد, ولكن دون جدوى . ولم يكن هذا هو الاهمال الوحيد للقضاء على التاريخ والجمال, فإذا ابتعدنا عن المحمية بمسافة 85 كيلو مترا, وفي مدينة المطرية, حيث وضع الفرنسيون حجر اساس لبناء حديقة للاطفال على مساحة اكثر من 2000 متر, ورحلوا قبل ان ينتهوا من انشائها, وتحولت الأرض التى يحيطها سور وتضم العديد من الأشجار إلى وكر لممارسة الرذيلة. ابرهيم عبد العال- احد سكان المنطقة - ( 55 عاما) تحدث عن هذه الحديقة بقوله: المطرية خلت من كل اشكال الترفيه للاطفال إلا من هذه الحديقة, ولكن فى السنوات الاخيرة بدأ الاهمال يقتحم المكان, ويتردد على الحديقة الآن شباب وفتيات يمارسون بها افعالا مخلة بالآداب, مع العلم أن الحديقة تغلق ابوابها الساعه 7 مساء, ولكن تهالك ابواب الحديقة يجعلها سهلة الاختراق, ويساعدهم عدم وجود اضاءة بالمنطقة ليلا. وتابع: منعنا اطفالنا من دخول الحديقة بسبب ما يحدث فيها وتقدمنا بشكاوى عديدة حتى يتم وضع ضبطية امنية للمكان, ولكن لاحياة لمن تنادى, ويوميا تحدث مشادات بين سكان المنطقة وبين هؤلاء الشباب, ولكن الغلبة فيها تكون للسلاح بعد تعدى الشباب على سكان المنطقة, بالإضافة إلى روائح المخدرات التى تفوح من المكان, ونحن جميعا نرفض أن تقام مثل هذه الأفعال المخجلة بالحديقة التى تعد تراثا لنا ومتنفسا لأطفالنا .