بعد خروجه على المعاش فكر في شراء شقة بمصر لقضاء إجازته، بها حيث اعتاد من سنوات ترك بلده السعودية للتردد على مصر، وبدلًا من استئجار شقة مفروشة باهظة التكلفة، فكر في شراء شقة، وبالفعل اشترى منذ عامين شقة بمبلغ 140 ألف جنيه بالهرم، وكان يحضر بسيارته بريًّا عبر ميناء سفاجا، إلا أن رحلاته انتهت، وسكنت أخيرًا في مصر التي عشقها طوال حياته، وذلك بمقتله على يد الطامعين في ثروته. وأدلى المتهمون بقتل سعودي داخل شقته بالهرم باعترافات تفصيلية لجريمتهم التي خطط لها سايس جراج، واستعان بأربعة آخرين لتنفيذها طمعًا في أموال المجني عليه. وسرد المتهمون جميع تفاصيل خطتهم منذ أن لمعت الفكرة في ذهن المتهم الرئيسي "حمادة.م.ط"، سبق اتهامه في قضية سرقة، وصدر ضده حكم بالسجن 10 سنوات، وقال المتهم أمام اللواء هشام العراقي مدير أمن الجيزة واللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة للمباحث، إنه يعمل سايس جراج بقطعة أرض فضاء بمنطقة منشأة البكاري مقابل 3 آلاف جنيه شهريًا لحراسة السيارات وغسلها لأصحابها، إلا أنه منذ فترة فوجئ بصاحب الأرض يطلب منه إخلاءها لرغبته في بناء برج سكني عليها، فأدرك أنه سيمر بضائقة مالية كبيرة فور تركه للأرض، وفي أثناء تفكيره بدرت إلى ذهنه فكرة سرقة سعودي كان يركن سيارته بالجراج، وتبعد شقته عن الجراج بنحو 50 مترًا، للاستيلاء على أمواله للإنفاق منها. واستطرد المتهم قائلًا إنه في سبيل تنفيذ الفكرة وخلال جلوسه مع أصدقائه (باقي المتهمين) "الأجنبي" و"أدا" و"شيتوس" و"كالوشا"، عرض عليهم الفكرة التي استحسنوها واتفقوا على تنفيذها، وبقي فقط الخطة التي سيتبعونها للتنفيذ، وقال المتهم إنهم وضعوا 3 خطط، كانت الأولى أن يستدرجوا السعودي عن طريق إحدى الساقطات لسرقته، إلا أنها فشلت، فكانت الخطة الثانية أن يعترضوا طريقه في أثناء عودته بسيارته إلى منزله وتهديده بالأسلحة وسرقته بالإكراه، إلا أن الخطة الثانية لم تنجح أيضًا. وأكمل المتهم أن الخطة الثالثة هي التي نفذوها، والتي تمركزت حول اتتظار المتهم الرئيسي للمجني عليه فور ركن سيارته بالجراج لديه، وإعطاء إشارة لكل من "الأجنبي" و"أدا" اللذين صعدا إلى العقار الخاص بالمجني عليه بعدما قفزا إليه عبر العقار المجاور، وانتظراه على السلم أمام باب الشقة بالطابق الرابع لمهاجمته فور وصوله، فيما تمثل دور المتهم "شيتوس" في شراء قفازات وحبال ولاصق طبي لاستخدامه في تقييد المجني عليه وتكميم فمه. وأضاف المتهم في اعترافاته أمام العميد بهاء سالم مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة أنهم لم يرغبوا في قتل المجني عليه، وأنهم خططوا لاقتحام شقته في أثناء فتحه لها فور عودته من الخارج وتكميم فمه وتقييده والبحث عن أمواله، وفي حالة عدم العثور على أموال سيقومون بالاستيلاء على بطاقته الائتمانية وإجباره على إخبارهم برقمها السري، وإعطائها للمتهم "شيتوس" للذهاب إلى ماكينة ATM لسحب الأموال منها، وإخبار المتهمين بنجاح مهمته لترك السعودي، إلا أنه فور دخول منفذا الجريمة خنقا القتيل وكتما أنفاسه بوسادة عندما حاول الاستغاثة حتى سكنت حركته وفارق الحياة. ولمعت أعينهما عندما شاهدا "كيس بلاستيك" بدولاب غرفة النوم وبداخله مبالغ مالية، فاستوليا عليها وفرا هاربين، وأخذ أحدهما نصف الأموال أخفاه لدى فتاة على صلة به، وأخبرها أنها أموال عمله، وطلب منها أن تبقيها لديها، فيما أخذ الآخر باقي المبلغ وأخفاه داخل "فرن البوتاجاز"، ونفذا تعليمات المتهم الرئيسي بعدم اللقاء فيما بينهم أو الاتصال به، وفور انتهائهم من تنفيذ الجريمة دفن شريحة الهاتف الذي استخدمه أمام الجراج، فيما لم يشاركهم "كالوشا" في خطوات التنفيذ وإنما كان على علم مسبق بالخطة ولاحق بانتهاء التنفيذ. وكانت القوة التي ترأسها المقدم عمرو حجازي رئيس مباحث الهرم قد نجحت في إلقاء القبض على باقي المتهمين وإعادة المبلغ وضبط الفتاة التي أخفت جزءًا من المسروقات لديها، وبعرضهم على النيابة أمرت بحبس 3 متهمين رئيسيين وحجز 3 آخرين على ذمة التحريات.