"هيكل" و"الجمال" يتراجعان عن الترشح خوفا من نفوذ رجال المال والأعمال رغم أن اختيار رجل الأعمال محمد السويدى، رئيسًا لدعم مصر، لم يكن مفاجئًا لأغلب أعضاء الائتلاف، فإنه جاء مفاجئًا لمن هم خارج الائتلاف؛ نظرًا لعدم تردد اسمه من قبل كمنافس على رئاسة الائتلاف مثل باقى القيادات الذين ترددت أسماؤهم منذ وفاة اللواء سامح سيف اليزل، مؤسس ورئيس الائتلاف السابق، لخلافته. كما أن عدم تقديم أي من سعد الجمال وأسامة هيكل وطاهر أبو زيد وأحمد سعيد نواب رئيس الائتلاف، أوراق الترشح للانتخابات لذلك المنصب، كان مفاجأة أيضًا؛ نظرًا لأن كل منهم كانت لديه آمال وطموحات لتولى منصب زعيم الأغلبية. مصادر مطلعة داخل الائتلاف كشفت عن جزء كبير من أسرار وكواليس اللحظات الأخيرة لاختيار "السويدى" رئيسًا للائتلاف دون انتخابات، وأسباب عدم تقدم منافسين له. المصادر أكدت أن ما حدث داخل الائتلاف لم يكن مفاجئًا وإنما كان مرتبًا ومعدًا له منذ فترة وبالتحديد عقب وفاة اللواء سامح سيف اليزل، مؤسس الائتلاف، لافتة إلى أنه بوفاة مؤسس الائتلاف انفرط الرابط القوى للأعضاء، خاصة أنه كان مؤسس القائمة الانتخابية التي فازت ب 120 مقعدًا، والتي كانت نواة لتشكيل ذلك الائتلاف، وأصبح هناك إعادة لتقييم الأوضاع داخل الائتلاف، خاصة فيما بين التيارات القوية، ومنها تيار رأس المال الذي يملك المال وهم رجال الأعمال الذين يَرَوْن أنفسهم سببًا رئيسيًا في فوز القائمة الانتخابية، وكذلك في قوة وشأن الائتلاف داخل البرلمان بتوفير الإمكانيات اللازمة له، وهو الأمر الذي يجعلهم أولى بالقيادة وتولى المناصب سواء بلجان البرلمان أو داخل الائتلاف. وأضافت المصادر أنه في المقابل، ترى الرموز السياسية بالائتلاف، أن وجودهم بالقائمة الانتخابية كان سببًا رئيسيًا في فوزها وكذلك وجودهم بالائتلاف زاده قوة وتأثيرًا، وهو ما يجعلهم أولى بتولى القيادة والمناصب باللجان النوعية والائتلاف. المصادر أكدت أن كلًا من سعد الجمال وطاهر أبو زيد وأسامة هيكل، كانوا يسعون للفوز بمنصب زعيم الأغلبية، منذ وفاة "اليزل"، إلا أن كلًا منهم حاول إخفاء رغبته في ذلك أمام رفض أغلبية أعضاء الائتلاف، خلافة أي من نوابه للراحل سيف اليزل، ووفقًا للمصادر فإن أغلب أعضاء الائتلاف كانوا يرون خلال الفترة الماضية، أنه لا أحد داخل الائتلاف يستطيع أن يحل محل اليزل، ما دعا بعضهم لاقتراح الاستعانة بأحد من خارج الائتلاف ليتولى رئاسته. وأضافت المصادر أن الأيام الأخيرة قبل إجراء الانتخابات، شهدت تحركات واسعة بين تيار رجال الأعمال داخل الائتلاف، تدخلت فيها جهات حكومية وأجهزة أمنية، ليعدوا عدتهم بشأن تولى أحدهم زمام الأمور داخل الائتلاف، وهو ما تم بترشيح محمد السويدى، رجل الأعمال ورئيس اتحاد الصناعات، ليتولى تلك المهمة، وسط تأييد أغلبهم له، خاصة أنه غير محسوب بشكل مباشر على أي تيارات سياسية سابقة مثل الحزب الوطنى وليس له خلافات وصراعات مع أحد داخل البرلمان والحكومة. وتابعت المصادر أن جبهة السياسيين، عندما علمت بما انتهت إليه جبهة رجال الأعمال، أعادوا التفكير في أمر الترشح على رئاسة الائتلاف، واتخذوا قرار عدم الترشح خاصة بعد أن تقدم السويدى رسميًا بأوراقه عقب فتح باب الترشح، وحتى موعد إغلاق باب الترشح لم يتقدم أحد سوى محمد السويدى والنائب إيهاب غطاطى، الذي انسحب في اللحظات الأخيرة، والذي لم يكن جديًا في الترشح وإنما كان يقوم بدور لصالح "السويدي" حال ترشح أي من تيار القيادات السياسية في منافسة السويدى. وأوضحت المصادر أن كلًا من سعد الجمال أو أسامة هيكل أو طاهر أبو زيد، أعاد حساباته في اللحظات الأخيرة، ورفضوا الترشح، لعدم الثقة في فرص الفوز بشكل كبير، أمام تيار رجال الأعمال.