رغم مرور أكثر من 1450 عاما على وفاة شاعر الجاهلية عنترة بن شداد، إلا أن قبيلته "بني عبس" لم تكتف بكونها وريثة الشهرة التي خلفها وراءه عنترة على مر الزمان، وإنما أرادت أن تصنع شهرتها بسواعدها من خلال إحياء ذكرى جدهم وتجديدها، فاختارت مصر لإقامة الملتقى الثقافي العربي الأول أبو الفوارس عنترة، وحددت المكان دار الأوبرا المصرية. وانطلق الملتقى مساء أمس بالأوبرا بحضور أكثر من 500 شخصية عربية، ولكن لم تشأ الأقدار مرور الحفل مرور الكرام، حيث أقامت القبيلة في ختام الملتقى حفل عشاء تكون من 42 خروفا، الأمر الذي أثار استياء شريحة كبيرة من الشعب المصري عقب نشر صور المأدبة. 42 خروفا وبعملية حسابية بسيطة يمكن التعرف على التكلفة الإجمالية التقريبية لمأدبة العشاء، حيث يبلغ سعر الخروف في مطاعم الأكل العربي في القاهرة ما يدنو من 4500 جنيه مصري، مايعني أن تكلفة حفل العشاء فقط بلغت "189 ألف جنيه". إقامة الفندق ومن بين الجنسيات المختلفة التي حضرت الملتقى، كانت السعودية هي الأكثر قوة بأكثر من 300 شخص، أقام معظمهم بين فندقي "الماريوت والفورسيزون والمعادي" بالقاهرة، والتي تبلغ سعر الغرفة فيه للأجانب أكثر من 250 دولارا في الليلة، وبواقع إقامتهم لليلتين متتاليتين، يصبح إجمالي تكلفة إقامتهم لحضور الملتقى "مليون و950 ألف جنيه". المسرح والتصوير ولم يكن المسرح الصغير والمكشوف اللذان أقيمت فيهما الاحتفالية، منحة من وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية، وإنما تم تأجير المسرحين من إدارة الأوبرا ويبلغ المجموع المتوسط للتأجير 100 ألف جنيه، إضافة إلى استعانة إدارة الملتقى بوحدة تصوير تليفزيونية وفوتوغرافية بلغ ثمن تأجيرها مايقارب 50 ألف جنيه. ومن واقع تلك العملية الحسابية التي راعت متوسط الأسعار، يظهر أن التكلفة الإجمالية للملتقى بلغت أكثر من 2 مليون و289 ألف جنيه، غير شاملة أجور طاقم العاملين على إدارة الملتقى. وتحمل تكلفة الملتقى ورعايته من الألف إلى الياء، رجل الأعمال السعودي الشيخ محمد الحاضر، الذي ينتمي للقبيلة نفسها، ليبذل في سبيل إعلاء اسمها كل غالٍ، رغم مرور أكثر من 14 قرنا على وفاة صاحب الحدث.