* أسقف كبير بارك انتمائي للحزب * "النور" ضحي بالأقباط إرضاء لقواعده الشعبية * أشرف ثابت عرض فكرة تحالف أقباط 38 مع الحزب ورفضنا * رابطة أقباط 38 انتهى دورها وحققت انتصارا كبيرا * تحملت فاتورة النور وخسرت كل الأطراف * لم يخدم الكنيسة أحد مثلي * العمل السياسي والعام سرقني من الله وأسرتى * عروض الأحزاب تعددت بعد انضمامى للنور * الاتهامات والتخوين دفعنى للتمسك بالنور أكثر هو أول قبطي ينضم لحزب النور السلفى المعروف بهجوم قياداته على الاقباط، أثار انضمامه جدلا واسعا في الساحة الإعلامية والأوساط القبطية، إنه نادر الصيرافى مؤسس رابطة أقباط 38 التي تطالب بحلول للأحوال الشخصية، وعضو اللجنة القانونية المستقيل من حزب النور السلفى.. خاض الرجل جولة طويلة في الدفاع المستميت عن "النور" خلال فترة الانتخابات البرلمانية، ومحاولة تجميل صورته للعامة، وتحمل اتهامه بالعديد من الأوصاف، إلا أنه تقدم باستقالته من الحزب، وتحمل فترة انضمامه وخروجه أسرارا وكواليس يكشفها في حوار ل«فيتو» وإلي التفاصيل: * بداية.. حدثنا عن انضمامك لحزب النور؟ بعد صدور قانون الانتخابات البرلمانية، والذي اشترط وجود أقباط بالقوائم الانتخابية تواصل معى المهندس أشرف ثابت، وعرض فكرة تحالف أقباط 38 مع حزب النور في خوض السباق، ورفضت فكرة التحالف، مبررا بأن الحركة اجتماعية وليست سياسية، فإذا به يعرض عليا الانضمام للحزب وخوض الانتخابات تحت مظلته، وبعد أيام تقابلنا في الحزب، وحضر اللقاء الدكتور محمد إبراهيم منصور ونادر بكار وقيادات الحزب واستخرجوا الكارنيه الخاص بالعضوية لى فورا. * لماذا لم تسع للانضمام لأحزاب غير النور؟ بالفعل كنت عضوا بحزب غد الثورة، وكنت أريد عضوية البرلمان، ووقتها حزب الغد كان يتفكك ولم يشارك بالانتخابات، وبالفعل قاطعها، وبالتالى خطوة النور كانت درجة تضعنى خلالها على قوائمه، وكانت التوقعات آنذاك بفوز قائمة الحزب بالإسكندرية، الأمر الذي دفعنى لخوض الماراثون للوصول للبرلمان. * هل كان لديك أجندة خاصة أو تشريعية داخل البرلمان؟ حاليا أدرس القانون، وفى نفس الوقت لدى اهتمام بالأحوال الشخصية، ولدى مشروع قانون وقدمته للرئاسة والمجمع المقدس وافق عليه. * كيف ارتضيت الانضمام لحزب النور رغم هجومه على الأقباط؟ القناعات التي دفعتنى للانضمام للنور، هي أننى رأيته متواجدا بالمشهد السياسي في 3 يوليو، وكان يعتبر من الأحزاب المحورية في الحياة السياسية، ويعتبر مرجعيته إسلامية، في نفس الوقت شارك في عزل الإخوان، وما كنت أتخيله أن يكون له تقدير لدى الشعب والصناديق الانتخابية تقدره، ولكنى فوجئت بان الأمر الواقع لدى المواطنين هو عدم الفصل بين النور والإخوان المسلمين، ولم أكن أقدر ذلك من قبل، وكنت أرى أنهم مختلفون عن الإخوان، وهم بالفعل مازالوا أعضاء بالبرلمان، ولذا كنت أتوقع قبولا مجتمعيا للحزب، ولكن للأسف فوجئت بالهجوم الشديد جدا عليه وعليا لأننى مسيحي دخلت الحزب رغم أن دخول وانضمامى له كان تنفيذا للقانون. * البعض سبق ورفع قضايا لحل الحزب.. ما رأيك؟ علينا الاتفاق بأنه حزب قائم ولم يحل، والقانون اشترط وجود أقباط لجميع القوائم، بما فيهم حزب النور ونفذوا صحيح القانون، وكان هدفى من الانضمام إزالة النظرة الطائفية، وإزالة اللغط أو سوء الفهم بين الحزب والمسيحيين، ولو كنا رفضنا كان سيصدر بيان بأن الأقباط رفضوا تطبيق القانون. *هاجمك البعض لدفاعك عن حزب النور والشريعة الإسلامية؟ كنت أشارك في المؤتمرات ووسائل الإعلام للدفاع عن الحزب والشريعة الإسلامية، ليس كونها شريعة المسلمين، وإنما كونها المصدر الرئيسي للتشريع في الدولة، ومن المفترض أن يكون النائب أو المرشح للبرلمان ملتزما بمبادئ الشريعة الإسلامية، وألا تكون تشريعاته خاطئة ووسائل الإعلام وقتها حصرتنى في زاوية أنى مسيحي يريد الدفاع عن الشريعة الإسلامية دون مكاشفة للأسباب، مما وضعنى في خانة إما مسلم أو خائن أو ماشابه من تعدد الأوصاف التي وجهت لى. * ماذا قدمت باعتبارك مسيحيا للكنيسة وللقضايا الخاصة بالأقباط؟ أزعم بأنه لم يخدم الكنيسة أحد مثلي في هذا الجيل رغم أننى من أكثر الناس التي ظلمت ولم تأخذ حقها. * كيف؟ بالطبع لو سألت أي شخص نادر مع الكنيسة أم ضدها ستجد الرد الثانى، لكننى لست ضد الكنيسة، وأدلل على ذلك بعدة مواقف أذكر منها أننى كنت سببا رئيسيا في إجهاض حملة تمرد ضد البابا، وتواصلت مع الحملة، وأقنعت القائمين عليها بإنهاء الفكرة، وبعد حديث مطول خرج بيان بانتهاء الحملة، وذلك بمعرفة أحد الأساقفة الكبار بالكنيسة، والذي شكرنى عبر الواتس آب بعد انتهاء تلك الحملة. أيضا فكرة مشروع قانون الأحوال الشخصية، والذي سبب صراعا رهيبا بين الكنيسة والمسييحين والدولة كانت طرفا فيه، أخدت الكنيسة الفكرة المطروحة منى وتوافق عليها المجمع المقدس دون الإشارة لى من قريب أو بعيد أو شكر ولو تليفونا، وأعمل لإرضاء ضميري، ودافعت عن موقف الكنيسة من زيارة القدس، وكنت أحد أكثر الرافضين لكل التظاهرات التي دعا إليها متضررو الأحوال الشخصية، وأنا الشخص الوحيد الذي طالب بوضع مادة لتحصين منصب البطريرك أسوة بشيخ الأزهر، أنا مع الكنيسة وأنشأت صفحة باسم دعم الأنبا دانيال لقانون الأحوال الشخصية، فكل هجومى كان على القوانين التي تحتاج للتغيير، وكنت أتحدث بالإنجيل، ولم أهين أو أتجاسر على أحد القيادات الكنسية. *وما ردك على الاتهامات التي وجهت للاقباط المنتمين للنور بانهما مأجورين أو خونه وغيرها؟ تلك الاتهامات التي وجهت إلينا منحتنى ثقة في النور، لأننى لم أتقاض مليًما من أحد، وحينما أرى الاتهامات جزافية من أناس لا تحمل بواطنهم إلا فراغا يجعلنى ذلك أتاكد بأننى على صواب والحزب أيضا، ونشر الإشاعات والأكاذيب جعلنى أتاكد من صحة موقفى، وهناك من زعموا بأننى تقاضيت أموالا مع أنني لم أحصل على شيء من أحد، وآخرون اتهمونى بتغيير ديني، وأنا لم اغير ديني، وتلك الاتهامات كانت نتائجها عكسية، ودعتنى للاستمرار والدفاع عن الحزب أيضا. *ما تقييمك للتجربة الحزبية الخاصة مع النور؟ الواقع فرض نفسه والسلبيات باتت أكثر بعد الخسارة في الانتخابات، وتغير المشهد 180 درجة، وأستشعرت أن هناك مشكلة ما بين قيادات الحزب والقواعد فيما يخص الأقباط، حيث قبلت قيادات حزب النور الأقباط على مضض، ليدفعوا عنهم اتهامات كثيرة جدا، وهو ما لم يلق قبول قواعده، والحزب كان بين خيارين إما أن يضحى بنا ليحافظ على قواعده أو العكس، واختار التضحية بالأقباط. *ما هي الطريقة التي اتبعها الحزب للتضحية بالأقباط؟ أثناء فترة الانتخابات كنا على اتصال دائم، وبعد الخسارة وجدتهم يقولون لى بأنه لا يأس من المعارك، وأننى باقٍ في مكانى كعضو للجنة القانونية، وبعد التقاط الأنفاس سيواصل الحزاب أعماله، وفوجئت بتجاهل وعدم تواصل، وعلمت بأنهم بدأوا مناقشة القرارات بقوانين الصادرة في غيبة البرلمان دون علمى، وكنت عضوا باللجنة المعنية بالأمر وقتها، وبعدها تواصلت معهم فأوضحوا بأنهم سيشكلون لجانا فرعية لمناقشة القوانين، وهو ما تم فعليا ولم يستمر طويلا وكنت نناقش آنذاك قانون العمل، وكانت المفاجأة الكبري لى عندما ناقشوا قانون بناء وترميم الكنائس دون علمي نهائيًا وكان بالأحري أن يطرح الأمر عليا لوضع ملاحظات أو ماشابه، بل وجدت التجاهل، وبعدها ظهر موقف الحزب الرافض لوجود القانون أساسا. وبمنتهي الصراحة رفضهم للقانون أثار التوجس لدى.. على أي أساس وبأى منطق كان الحزب موافقا على المادة 235 بالدستور الخاصة بالقانون، والأن يرفضها، ولم أعد أستطيع البقاء وقدمت استقالتى ولم أكتب أسبابا، لأننى لا أريد شو أوعتابا أوماشابه، وانقطعت علاقتى بالحزب. * كيف تفسر موقف النور ورفضه لقانون ملزم دستوريا؟ استقلت، والسؤال يطرح على أعضاء الحزب. * هل تعرضت لضغوط من الكنيسة حال انضمامك للنور؟ لم أتعرض لأى ضغوط من الكنيسة أو غيرها، ولو كان البابا منذ بداية الأمر رفع السماعة، وقال لى يابنى بلاش أو تراجع أو ماشابه، كنت سأسمع الكلام لكن لا أحد قال لى شيئا. وفى صورة أخرى هل وجدت دعما من أحد الإكليروس أو رجال الدين المسيحي لمسيرة ترشحك وانضمامك للنور؟ لكل شخص رؤيته الخاصة، ولكن هناك أسقفا ذا قدر عال يتواصل معى من خلال أحد المحامين المقربين منه، ليدعمنا بضرورة التواجد داخل حزب النور مبديا رضاه التام عن تصرفنا. هل أخطرت أحد قيادات الحزب بالاستقالة؟ بالفعل هاتفت الدكتور محمد إبراهيم منصور، وأبلغته بعد إرسال خطاب للحزب ولشئون الأحزاب بالاستقالة، فكان رده الأمر حرية شخصية ،وانتهى الأمر عند هذا الحد. *هل لديك نية خوض المعترك السياسي مجددا؟ أقولها صريحة ألف لاء.. لأننى وصلت لمرحلة غير طبيعية، وصنع الأمر فجوة بينى وبين الله في الالتزام بالصلوات، وبين أسرتى وأصدقائى في التواصل والود. *هل تشعر بالندم؟ الحياة تجارب ولم أكن أصل لهذه الدرجة من الاقتناع إلا بعد التجربة، ودعنا نتصارح.. اكتسبت خبرة ليست قليلة، واقلها في إجراءات التفكير، وأن يكون تفكيري أفضل في نظرة ثاقبة لمعرفة التحديات والعقبات لكل خطوة. * وماذا عن أقباط 38.. هل انتهت الحركة ام تستمر؟ الحركة حققت الغرض منها بعدما اعترف المجمع المقدس والكنيسة القبطية كاملة ممثلة في أعلى سلطة بها بتعدد أسباب الطلاق لتشمل الفراق أو الهجر وغيرها والزنا الحكمى، فقد تم حل مشكلة الطلاق، وليس لدى طموحات أكثر من ذلك، وقد انتهت حركة أقباط 38 تماما، والآن أتفرغ لدراستى وحياتى الخاصة، ولو هناك إنصاف من الكنيسة لصرحت بأنها حققت حلا لأزمة الأحوال الشخصية بمقترح أقباط 38 وإن لم يحدث فالتاريخ سيكتب ذلك لامحالة.