سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. ذكريات المصريين مع «زالزال 92».. القدر يمنح «أكثم» حياة جديدة بعد البقاء 82 ساعة تحت الأنقاض.. سقوط سور فوق شقيقة «مجدي» أسوأ ذكرياته.. و«سماح» تبحث عن صديقتها تحت الركام
الشوارع هادئة، المصريون جالسون في منازلهم ينعمون بقسط من الراحة بعد العودة من المدارس أو العمل وقت القيلولة، القناة الأولى تذيع أحد برامجها، يوم عادي في حياتهم تحول فجأة إلى جحيم بعد وقوع زلزال بقوة 5.8 درجات ريختر خَلّف المئات من الضحايا ما بين قتلى ومصابين. ذكريات من الفزع والألم والحزن مازالت ساكنة في قلوب الكثير من المصريين ممن عايشوا هذه الأيام وشاهدوها بأعينهم، فمنهم كثيرون ممن فقدوا جارهم أو صديقهم في لحظة. خسائر مادية وتسببت هذه الكارثة في مشكلات جسام للحكومة المصرية آنذاك والتي لم تكن مؤهلة للتعامل مع الأزمات، حيث تعرضت العديد من المنازل للانهيار والتي بلغ عددها 398 منزلًا، وأصبح 8000 منزل غير صالحة للسكن بكل من القاهرة والجيزة والقليوبية والفيوم، والتي كانت تعتبر أكثر المناطق تضررا، بالإضافة إلى تضرر عدد من المدارس والأبنية التعليمية، وتم نقل أغلبية المتضررين من الزلزال في مساكن الإيواء بالمقطم. هول الحادث من هول المشهد، أشخاص هربوا إلى الشوارع عرايا، آخرون قفزوا من منازلهم مُعرضين أنفسهم للخطر، الأمر كان مبهمًا للجميع، لم يسبق لهم التعرض لمثل هذا الحَدث المفاجئ، كانت الأحداث قاسية، والأخبار القادمة من "عمارة الموت" شديدة السوء، عدد الضحايا لا يُحصى ومازال البَحث جاريًا لإنقاذ العالقين. وترصد «فيتو» ذكريات عدد ممن عايشوا هذا الحدث: في ظهيرة يوم 12 أكتوبر 1992 أنهت "شيماء ماضي" الطالبة في الصف الثاني الإعدادي يومها الدراسي بمدرسة "سانت فاتيما" بمنطقة هليوبوليس بمصر الجديدة، متجهة مع صديقاتها إلى العمارة المقابلة للمدرسة لتدخل المطعم الشهير- حينذاك - "فاني باني" لشراء وجبة قبل أن تعود إلى منزلها الذي يبعد عن المطعم بضعة أمتار، ساعات وتحول المطعم والعمارة نفسها إلى أنقاض تحوي العشرات من الجثامين والأحياء العالقين بها بفعل زلزال مفاجئ ضرب مصر. عمارة كاملة عمارة كبيرة جدًا، تطل على مسجد الفَتح وكنيسة مار جرجس، مِلك لواحدة تُدعى "كاملة"، وبها المطعم الذي عشقناه في طفولتنا" هكذا وصفت "شيماء" إخصائية التخاطب، العمارة المُنهارة التي تحولت إلى مثار حديث مصر وقتها. الفضول دفع "شيماء" بعد أيام من وقوع الزلزال إلى التوجه ل "عمارة الموت" لاستكشاف الأمر، لكنها وجدت كردونا أمنيا أمام العمارة وقوات الدفاع المدني منهمكين في إخراج المزيد من الجثث "ظل الناس يتحاشون المرور من أمام الأنقاض أو البناء عليه من جديد لسنوات طويلة" تذكرتها موضحة أن العمارة تحولت إلى منطقة مُحاطة بهالات الرُعب ظنًا منهم أن السلطات لم تتمكن من الوصول للجثث كافة. المعجزة ولم ينس أبدًا "أكثم السيد إسماعيل" الذي ظل لمدة 82 ساعة تحت الأنقاض هذه الذكريات، وصف "أكثم" الناجي من الموت، حالته تحت الأنقاض-في فيديو مُسجل عقب إنقاذه منشور على "يوتيوب"- قائلًا: شعرت بالرعب كأني في قبر، ظلام دامس وأتربة ولا صوت إلا أنين المصابين وصمت الموتى. إنقاذ الدولة وفى مشهد آخر يجلس مجدي حسين العمدة، رجل خمسيني، مع زوجته في منزله البسيط بالهرم يُذكرها بأحداث الزلزال الذي وقع منذ 24 عاما عندما كانت ترقد - هي- ممنوعة من الحركة بأمر الأطباء بعد إصابتها بكسر في إحدى قدميها. وتابع: "تعكزت عليّ زوجتي وحملت أطفالي وخرجت إلى الشارع"، مضيفًا أنه لم يرَ والديه فهرع إلى منزلهما في الدور الأخير من البيت لينقذهما. موت الأقارب فيما وجد "مجدي" نفسه بعد الزلزال وسط العشرات من قاطني الشارع، الصراخ والعويل في كل مكان، الدموع حاضرة، الوجوه شاخصة، لا أحد يفهم ما يجري، أحدهم يُخبرهم أن هناك حالة وفاة أمام الشارع، سور سقط من أعلى بناية على جسد سيدة تحمل طفلها. وأضاف "مجدي": "اكتشفت أنها شقيقتي.. حاولنا إسعافها لكنها ماتت.. والطفل نجا". فقدان الأصدقاء "سماح أحمد" لا تنسى صديقتها التي ودعت الحياة في مثل هذا اليوم منذ 24 عامًا، حينما وقع الزلزال قابضا روحها. وتقول "سماح": "سقط المنزلها على صديقتي بمنطقة القللي برمسيس"، تعتبر "سماح" الموظفة بإحدى الشركات الخاصة، أن يوم الزلزال من أصعب الأيام التي مرت عليها. ووصف حال الأهالي قائلة: "حالة الناس بائسة، التيه في عيونهم، الخوف من المجهول قاسٍ"، فضلا عن وصول خبر سقوط منزل صديقتها الأقرب إلى قلبها "توجهت إليها لأجدها ماتت.. كانت صائمة يومها". تابعت "سماح" رغم سنها الصغيرة في أيام الزلزال شاشات التليفزيون، وقالت "كانت قنوات محدودة ونشرات إخبارية شحيحة المعلومة لجأت إلى الصُحف التي وجدت فيها صورة لا تغيب عن مخيلتها كلما تذكرت الحدث صورة للفنانة فردوس عبدالحميد بملابس المنزل وكنا قد اعتدنا رؤيتها كنجمة لامعة".