اقترح الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأحد، وزيرا إسلاميا سابقا لرئاسة اللجنة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، والتي استُحدثت لأول مرة في البلاد بموجب تعديل دستوري جرى بداية العام الجاري. وجاء في بيان للرئاسة نشرته وكالة الأنباء الرسمية أن بوتفليقة ينوي تعيين الوزير الأسبق ورجل القانون عبد الوهاب دربال على رأس الهيئة المستقلة العليا. وتابع: "تنفيذا لتعليمات رئيس الدولة قام ديوان رئاسة الجمهورية اليوم الأحد بإعلام الأحزاب السياسية المعتمدة بأن رئيس الجمهورية ينوي تعيين عبد الوهاب دربال على رأس الهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات وطلب منهم إبداء رأيهم بهذا الخصوص قبل نهاية شهر أكتوبر الجاري". ونصَّ التعديل الدستوري الذي جرى في فبراير لماضي في مادته 194، على تشكيل هيئة عليا مستقلة لمراقبة الانتخابات، يرأسها شخصية وطنية يعينها رئيس البلاد بعد استشارة الأحزاب السياسية. ووفق الدستور الجزائري فإن الهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات تترأسها شخصية وطنية يتم تعيينها من طرف رئيس الجمهورية بعد استشارة الأحزاب السياسية. وتعد الهيئة الأولى من نوعها في الجزائر من حيث هيكليتها وطريقة عملها؛ حيث كانت الانتخابات سابقًا تجرى بإشراف من لجنة مكونة من القضاة، وأخرى للمراقبة مشكلة من الأحزاب السياسية والمرشحين للسباق الانتخابي. ويعد عبد الوهاب دربال الذي اقترحه الرئيس الجزائري لرئاسة الهيئة شخصية سياسية إسلامية تقلدت سابقا عدة مناصب رسمية. وانتخب دربال بالمجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) عام 1997 ممثلا لحزب النهضة الإسلامي "المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين" للولاية من 5 سنوات ليتقلد بعدها على التوالي منصب وزير مكلف بالعلاقات مع البرلمان ثم مستشارا برئاسة الجمهورية، قبل أن يُكلف بقيادة مكتب الجامعة العربية لدى الاتحاد الأوروبي ببروكسل. كما عين سفيرا للجزائر لدى السعودية وهي المهمة التي تقلدها إلى حتى ربيع 2016. واعتزل دربال وهو رجل قانون العمل الحزبي منذ سنوات بعد انسحابه من حزبه السابق حركة النهضة الإسلامي، وتفرغ للعمل الدبلوماسي، كما يعتبر من الشخصيات المقربة من رئيس البلاد. وحزب النهضة، الذي انتمي له دربال، تأسّس في العام 1989 تحت اسم "حركة النهضة الإسلامية" واستُلهِم من جماعة "الإخوان المسلمين"، مزّقته في أواخر التسعينيات حرب داخلية بين الحبيب آدمي، وهو قيادي في الحزب دعا إلى الحوار مع الحكومة، وعبد الله جاب الله، أحد المؤسّسين ومن أشدّ المعارضين للنظام.