تؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسى بكلية البنات جامعة عين شمس الدكتورة سامية قدرى، أن مصر مقبلة على ثورة جياع، موضحة أن الظواهر الاجتماعية الحالية تمهد لتلك الثورة التي ستؤدى إلى انهيار المجتمع, ووصفت النظام السياسى الحالى بالكاذب، مؤكدة أنه لا أمل يرجى فى نظام ينتهج الكذب، ويحترفه مسئولوه, ولا امل في إصلاحهم.. كيف يعرف علم الاجتماع السياسى مصطلح "ثورة الجياع" ؟ - ثورة الجياع مصطلح يقصد به هبة يقوم بها شعب يعانى من الحرمان والظلم الاجتماعى وأغلب سكانه تحت خط الفقر، وهى ثورة تقوم على مبدأ التدمير والتخريب بهدف السلب والنهب لإشباع الاحتياجات الأساسية كالأكل والشرب. هل الوضع الاجتماعى الراهن ينذر بقيام ثورة للجياع فى مصر ؟ - من قبل اندلاع ثورة 25 يناير، هناك توقعات بين خبراء الاجتماع والاقتصاد أن مصر مقبلة على ثورة جياع، ولكن ثورة 25 يناير كسرت هذه التوقعات، ومع ذلك فاحتمال حدوث مثل هذه الثورة وارد وبشدة، فى ظل الأوضاع التى تمر بها البلاد حاليا، الوضع الحالى أصبح أسوأ مما كان، وهناك ظواهر اجتماعية عديدة تشير إلى إمكانية حدوث ثوة جياع، مثل ظاهرة الباعة الجائلين الذين بدأوا يفترشون كل الشوارع لممارسة الأنشطة التجارية فى أماكن مشروعة وغير مشروعة، كذلك ظاهرة البيع بالإجبار والتى يمثلها الأشخاص الذين يجرون خلف السيارات، يريدون بيع بضاعتهم، وإذا لم يشتر منهم الزبون يقابل بأسوأ معاملة, قد تصل إلى حد الإهانة، كذلك كثرة المتسولين فى الشوارع، وكثرة من يتقدمون بطلب إعانات، بالاضافة الي زيادة معدل الاضرابات والاعتصامات والاحتجاجات الفئوية, كل هذه الظواهر تنبئ بثورة شعبية من أجل رغيف الخبز. ما أكبر الخسائر التى قد تقع جراء تلك الثورة؟ - من سمات ثورة الجياع أنها ثورة فوضوية لا قائد لها, ولكن تقودها الغريزة والحاجة الإنسانية، ويتحكم في سيرها أشخاص غير منظمين، وهى تؤدى إلى مزيد من التفكك فى المجتمع، وقد تؤدى الي انهيار المجتمع ككل. والبلطجية فى مثل هذه الثورة هم الفاعل الأساسى فيها، لأن الوضع الذى تقوم فيه يمثل المناخ الملائم لعملهم، وسيكون وقع البلطجية أشد مما ظهروا عليه عقب أحداث25 يناير، عندما نشطوا وظهروا بصورمختلفة، وفى ثورة الجياع قد يتم استخدام البلطجية من قبل البعض، وقد يكون البلطجية هم قادة تلك الثورة، لأننى لا أعتقد أنهم أثرياء بحيث يمارسون أنواعا معينة من البلطجة أو أن يتم استخدامهم من قبل بعض أصحاب المصالح كما كان يحدث ايام الحزب الوطنى، عندما كان يتم استخدامهم لحساب الحزب الحاكم ، ونشاطهم سيؤدى إلى مزيد من الفوضى فى المجتمع وهذه علامة من علامات انهيار المجتمع المصرى. فى حال وقوع ثورة بهذا الشكل، كيف يكون السيناريو الخاص بها؟ - تبدأ ثورة الجياع من أكثر المناطق فقرا، وفى مجتمع مثل المجتمع المصرى تعد العشوائيات الرافد الأول من روافد ثورة الجياع، ثم المناطق المكتظة بالسكان، فالمناطق الريفية, خاصة فى صعيد مصر، حيث يوجد العديد من القرى تحت خط الفقر، بدءا من محافظة المنيا حتى نهاية خط الصعيد، وهناك مظاهر حدثت بالفعل فى أزمة أنابيب البوتجاز وازمة رغيف الخبز، وأزمة السولار وكلها علامات على أن الناس ستنفجر، فحالة الغلاء التى تسود المجتمع حاليا، مع قلة دخل الفرد ستؤدى بنا إلى كارثة اجتماعية لا محالة. ما نسبة الفقر فى المجتمع المصرى؟ - لا توجد إحصائيات دقيقة، و خبراء الاجتماع كانوا - قبل الثورة- يقسمون المجتمع المصرى إلى خمس وأربع أخماس،ويذهبون إلى أن خمس المجتمع غنى، والأربع أخماس فقراء، وكانوا يسمون الفقراء بالكتلة الغاطسة، أما الآن فأعتقد أن الكتلة الغاطسة تمثل اكثر من 80 % من المجتمع المصرى، وهم سكان العشوائيات والمناطق المكتظة بالسكان، وسكان الريف، وهؤلاء لديهم كل سمات الفقر.