كل أم وأب يتمنون أن يكون طفلهم هو الأول دائما بين أقرانه، ودائما يحاولن تحفيزه ودفعه للأمام، من خلال المكافآت والتشجيع، غلا أن الأمر يتطور مع البعض إلى عقاب الطفل إذا تخلف عن الركب، ولو بفارق بسيط، أو سبقه أحد زملائه، مما قد يولد لديه الشعور بالحقد والكراهية عمن يتفوقون عليه. وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن إلى أنه يجب على كل أم أن تحاول غرس روح التحدي والمنافسة الشريفة، من أجل التفوق، مع الحذر من تحويل ذلك إلى عداوة وحقد. وتؤكد سهام أنه يمكن حل هذه المعادلة الصعبة، من خلال اتباع النصائح التربوية التالية. أهم وسائل غرس روح المنافسة في نفوس الأطفال هو اللعب، فهو ميل طبيعى يساعد على نمو الطفل ويعينه على اكتساب مهارات وعادات جيدة عن طريق التقليد والمحاكاة، فالتنافس الشريف الذي يكون عادة بين الأطفال خصوصًا أثناء فترة اللعب هو الأمر الذي يوثق علاقتهم ببعضهم بعضًا لما فيه من تنمية روح الحب والتعاون وتهدئة الخلافات بينهم. الألعاب المشتركة الجماعية وسيلة جيدة لتعليم الطفل الفوز باستحقاق، وكيف يخسر دون أن يتطرق إليه اليأس لإخماد روح المنافسة، ومن خلال اللعب يكتسب الطفل المرونة والتعود على النظام والطاعة والتعاون والشعور بالمسئولية. يجب أن تقوم الأم بالتشجيع والتحفيز المعنوي للطفل حتى يصبر ويتحمل المنافسة إن اشتدت. عند الفشل حذار من إلقاء اللوم على الطفل، أو اتهامه بالفشل، حتى لا تتحول المنافسة في نفسه إلى حب التملك والحصول ما في يد غيره، وحتى لا يغزي هذا عنده روح الانتقام من كل من يفوز عليه. يجب دعم الطفل عند الخسارة، والتأكيد على أن من يخسر لابد وأن يتعلم من خسارته لينجح المرة القادمة، وعليه أيضا أن يفرح لفوز أخيه، وأن يجتهد ليحقق الفوز وأن يعلم جيدا سبب فشله في الفوز حتى لا يتكرر. الرياضة من الوسائل المهمة التي تخلق روح المنافسة الشريفة في نفس الطفل، لذلك لابد من الحرص على ممارسة الطفل للرياضة التي يفضلها، لخلق روح التنافس وتكوين الروح الرياضية وقت الهزيمة.