الرياضة قبل سن المدرسة تساعد على النمو المتكامل للطفل لأنها تزيد من إمكاناته الحركية وتحسن توازنه العاطفي وثقته بنفسه، كما أنها تعلمه الحياة الجماعية وتطور علاقاته بالأطفال الآخرين، مما يجعل مخاوف بعض الآباء من تعلق أبنائهم بالرياضة في هذا السن أمرًا غير مبرر، خاصة أن الدراسات تشير إلى أن ممارسة الرياضة بشكل متوازن ولمدة ساعة تقريبًا يوميًا تحسن النتائج المدرسية بالنسبة للأطفال ولا بد أن يتلاءم النشاط الرياضي مع عمر الطفل، فالرضيع مثلًا لديه حب اكتشاف السيطرة على الجسم والمحيط به، فيما بعد تصبح الرياضة ألعابًا جماعية لها قوانينها وتقنياتها، وقبل ممارسة أي نوع من الرياضة يجب علينا مراقبة الطفل والتأكد من صحته بشكل عام. منافع الرياضة للأطفال. يجمع الكثيرون من رجال التربية على أهمية اللعب والحركة للأطفال ودورهما المهم في تنمية قوى الطفل، الجسمية، والعقلية، والخلقية، والاجتماعية. ففي مجال التنمية الذهنية للطفل أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين تكون لديهم الإمكانات والفرص للعب تنمو عقولهم نموًا أكثر وأسرع من غيرهم ممن لم تتح لهم هذه الفرص وتلك الإمكانات، كما أن لعب الأطفال يكسبهم مهارات حركية: فالقفز، والجري، والتسلق، والتسابق وغيرها من النشاطات الجسمية يكتسب منها الطفل قدرات حركية، إلى جانب أن اللعب يسهم مساهمة كبيرة مع الغذاء في زيادة وزن الطفل وحجمه ويساعد على نمو أجهزته الجسمية المختلفة. منافع اجتماعية للرياضة ممارسة الطفل للعب وسط مجموعة من الاقران، يساعده على التكيف الاجتماعي وقبول آراء الجماعة، وإيثارها على النفس، والتخلص من الأنانية وحب الذات، إلى جانب ظهور الروح القيادية بين الأولاد، وتعلم أساليبها وطرق ممارستها. كما أن المباريات المختلفة بين الأطفال تعد مجالا جيدا لصرف المشاعر العدوانية عندهم. إن فوائد الرياضة لا تقتصر على تحفيز الطفل على النشاط والديناميكية وتنمية عظامه وعضلاته، بل تمتد لدفعه إلى تعلّم كيفية تحديد الهدف والمبادرة والالتزام والعمل الجماعي. منافع ذهنية ولقد أثبتت التجارب أن هناك علاقة بين حركة الجسم والعقل، فالتمرينات العضلية التي تسبق العمل الفكري تؤدي إلى تحسينه غالبا وزيادة نشاطه، كما انها في الجانب الآخر تنمي كتلة العضلات وتزيد من قدرتها على المقاومة، كما تزيد ضخامة العظام، وتيسر سرعة الحركات ورشاقتها. ولقد نص الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضية في مادته الأولى على أن الرياضة حق أساسي للجميع، وأنه يجب توفير برامج للتربية البدنية والرياضية للأطفال في سن ما قبل المدرسة. دور الرياضة في الرياضة في الارتقاء بالمستوى الفني والبدني للطفل فالممارسة الرياضية في وقت الفراغ من أهم العوامل التي تعمل على الارتقاء بالمستوى الفني والبدني، وتكسب القوام الجيد، وتمنح الفرد السعادة والسرور والمرح والانفعالات الإيجابية السارة، وتجعله قادرًا على العمل والإنتاج،والدفاع عن الوطن، وتعمل على الارتقاء بالمستوى الذهني والرياضي في إكساب الفرد النمو الشامل المتزن. فبمجرد أن يتعلّم الطفل المشي يبدأ في الجري وراء الكرة، يتسابق مع نفسه ويحاول جاهدًا ركوب العجلة، والقفز في حمّام السباحة. عوامل تحدد مدى استعداد الطفل لممارسة الرياضة ثمة عوامل تحدّد استعداد طفلك إلى ممارسة الرياضة، وتتعلّق في سنّه ومدى نضجه سواء الجسدي أو النفسي أي مدى قدرته على العمل ضمن فريق وإتباع التوجيهات، فضلًا عن قدرته على تحديد اهتماماته. ويمكن أن تحفّزي طفلك ابتداءً من سن 3 سنوات على ممارسة الرياضة البعيدة عن المنافسة كركوب الدراجة أو الرقص أو الجري أو القيام ببعض تمارين الجمباز. أما في سن 5 سنوات فغالبًا ما سيكون طفلك قادرًا على الجري والقفز، ولكنه سيجد صعوبة في متابعة الاشياء وتقدير المسافات أو حتى لقف الكرة جيدًا، وهذه السن مناسبة أيضًا لكي يبدأ طفلك في تعلّم السباحة. وفي هذا الإطار، يجب على الأبوين أن يتركا الطفل يجرّب أنشطة عدّة إلى أن يستطيع تحديد النشاط الذي يفضّله.