أصحاب الصيدليات: سجل لتدوين مشتريات الأهالي «بالآجل».. والفلاحون وأصحاب المعاشات يسحبون أدوية الأمراض المزمنة ب «الشكك» "توفيت مدانة بثمن الدواء الذي كانت تعالج به بعد أن تراكمت عليها الديون للصيدلية، التي كانت تسحب منها الدواء طوال ثلاث سنوات نتيجة إصابتها بالأمراض المزمنة، وهو السكر مع الإصابة بفيروس سي".. هذه قصة من بين آلاف القصص لسيدة في الشرقية لا تعمل وظروفها المرضية دفعتها للحصول على الدواء "شُكك". سيدة الشرقية الراحلة.. اعتادت أن تذهب إلى الصيدلية ومعها الروشتة لتحصل على الدواء، ويقيده الصيدلي في السجل الخاص بها بعد أن وصلت ديونها للصيدلية إلى 3 آلاف جنيه، فصاحب الصيدلية لديه جهاز كمبيوتر عليه سجلات لكل أسرة وعائلة في القرية مدون بها مسحوبات كل الأسر من الأدوية وتكلفتها وما تم دفعه والديون المتراكمة عليهم. صاحب إحدى الصيدليات من قرية "المنير" بمحافظة الشرقية – تحفظ على ذكر اسمه - أكد أن الصيدلية لها في السوق 100 ألف جنيه موجودة لدى الأهالي "شُكك" منهم من يدفع ديونه على مراحل، ومنهم من لم يدفع، وتنحصر في أهالي القري نظرا لأن الصيدلي يعرف كل أهالي القرية البالغ تعداد سكانها ما يقرب من 50 ألف نسمة، ويصعب عليه أن يأتى مريض يطلب الدواء ويرفض إعطاءه له لأن ثمن الروشتة ليس كاملا معه،. الصيدلى ذاته أوضح أيضا أنه "أحيانا يقتصر دفع تكاليف مسحوبات الأدوية على وقت جمع المحصول الزراعي بالنسبة للفلاحين في القري، لذلك يظل طوال الموسم يتردد على الصيدلية ليسحب أدوية تسجل عليه ثم يدفع ثمنها، عندما يتوفي المريض المديون للصيدلية يقوم أهله بالسلف من آخرين لسد ثمن الدواء إذا استطاعوا ذلك وإن لم يستطيعوا يقوم صاحب الصيدلية بشطب كل ديونه ويحتسبها صدقة له. وعن نوعية الأدوية التي تتم تحت غطاء "الشُكك"، قال: أغلب الأدوية التي تباع ب"الشكك" أدوية الأمراض المزمنة التي يستهلك مرضاها أدوية كثيرة، يأخذها أصحاب المعاشات والفلاحون والعاملون والطبقات الدنيا من المجتمع. عدد من صيادلة محافظة الفيوم أكدوا بدورهم أنهم لا يستغلون أمر البيع "على النوتة" في رفع سعر الدواء على المريض زيادة عن التسعيرة الجبرية له،في ذات السياق، قال الصيدلي باسم فهمي: اقتصاديات الصيدلية وحجم هامش ربحها يتأثران بنظام البيع ب"الشكك"، مثال إذا كانت صيدلية حجم هامش ربحها يوميا 5 آلاف جنيه منها ألف جنيه "شكك" لدى المرضى فتتبقي 4 آلاف جنيه تؤثر على الصيدلية، لكننى في الوقت ذاته لا أستطيع أن أصرف المريض دون أن أمنحه الدواء. أما إسماعيل الشيمي، صيدلى، فقد أوضح أن "الديون المتراكمة نتيجة بيعه الدواء ب"الشكك" أحيانا يعتبرونها ديونا معدومة تصل إلى 20 ألف جنيه في بعض الأحيان وتزيد عن ذلك"، مشيرا إلى أن الديون منذ سنوات تصل إلى 2007 و2006 على الأهالي.