أصيبت الأوساط الإسرائيلية بصدمة شديدة اليوم لوفاة رئيس دولة الاحتلال التاسع، شيمون بيريز، وعلى الفور عقدت الحكومة جلسة خاصة حدادًا على وفاة عدو العرب، وأحد مهندسي العدوان الثلاثي على مصر. بولندي الأصل ولد بيريز في بولندا عام 1923 لعائلة بيرسكي، كان والده تاجر أخشاب ثري، وكانت والدته أمينة مكتبة ومعلمة لغة روسية، هاجر عام 1934 إلى إسرائيل مع والديه وأخيه الأصغر، قتل أفراد عائلة والديه، ومن بينهم جداه وعمه، لاحقا على يد النازيين. تعلم بيريز في مدرسة زراعية، وعمل في تربية المواشي وكان راعيا، ولكنه برز أكثر في وظيفة أمين الصندوق. جلطة دماغية توفي بيريز فجر اليوم، بعد أن خضع للعلاج منذ أسبوعين في مستشفى "تل هشومير" في البلاد، إثر جلطة دماغية أصيب بها مؤخرًا، نقل على إثرها إلى قسم العناية المركزة، وأعلن الأطباء أن وضعه حرج وأخضع للتنفس الاصطناعي وأمس تعرض لانتكاسة كبيرة بوصف طبيبه الخاص تبعها إعلان خبر وفاته. تنظيم الهاجاناة التحق بيريز عام 1947 بتنظيم ال "هاجاناة"، الذي كان نواة تأسيس الجيش الإسرائيلي، وعندها بدأ بالعمل مع دافيد بن جوريون، أول رئيس حكومة إسرائيلي، عين بيريز عام 1953، بسبب علاقاته القوية مع بن جوريون، مديرًا لوزارة الدفاع، بينما كان عمره 30 عامًا فقط. رئاسة الحكومة تولى بيريز رئاسة الحكومة مرتين بين 1984 و1986، ثم في 1995-1996، والرئاسة بين 2007 و2014، وشغل على مدى أكثر من 50 عامًا جميع مناصب المسئولية تقريبًا من دفاع وخارجية ومالية وسواها. النووي الإسرائيلي وشغل منصبًا مهمًا في إقامة معمل البحث النّوويّ في ديمونا، إذ يعتبر أبرز مهندسي البرنامج النووي الإسرائيلي. أب ل 3 أبناء تزوج بيريز من أمراة تدعي "سونيا" وأنجبا ثلاثة أولاد: تسفيا وهي الابنة البكر، وولدان وهما يونتان ونحميا (حامي). العدوان الثلاثي لعب بيريز دورًا هامًا في دفع إسرائيل لخوض العدوان الثلاثي ضد مصر عام 1956م. نوبل للسلام شغل بيريز منذ عام 1987 منصب وزير الخارجية، وقد بدأ في إطار هذا المنصب التمهيد لإجراء مباحثات مع الأردن ومع الفلسطينيين. وكان من المبادرين إلى اتفاقيات أوسلو، التي تم توقيعها عام 1993، والّتي أفضت إلى تسوية بين إسرائيل ومنظّمة التّحرير الفلسطينيّة، وإقامة السلطة الفلسطينيّة. وفي أعقاب اتفاقية أوسلو، حصل كل من بيريز، رابين وياسر عرفات، على جائزة نوبل للسلام وبهذا تحوّل بيريز من الرّجل الذي يهتم بتسلح جيش إسرائيل إلى رجل يحارب من أجل السلام. تم خلال عهده أيضًا توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن. تاريخ دموي لم تمسح جائزة نوبل للسلام تاريخه الدموي وكونه أبرز مجرمي الحرب بدولة الاحتلال، إذ ارتبط اسمه ببداية أنشطة الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة، وبقصف مخيم تابع للأمم المتحدة في بلدة قانا في جنوبلبنان في 1996 في مجزرة راح ضحيتها أكثر من مائة مدني. الذهاب للأردن متنكرًا سافر بيريز في السبعينات للقاء الملك حسين، ملك الأردن، متنكرًا، وشكلت الزيارة الأرضية لتوقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن عام 1994.