المسئول الجديد المهم جدًا خالص مخاطبًا موظفيه بكثير من الحدة: إزاى يا أفندى منك ليه تفضلوا قاعدين في مكاتبكم المكيفة ونازلين شرب في شايات وقهاوي، ومش داريين بالمصيبة التقيلة اللى حاصلة في البلد ؟!! الوكيل الأول عبد التواب أفندى الحدق محاولا احتواء الموقف: مصايب إيه بس يا افندم كفى الله الشر... هو عهد معاليك السعيد ده.. ينفع يحصل فيه أي مصايب لا سمح الله ؟!! المسئول الجديد بعد أن أحمر وجهه غضبا وانتفخت أوداجه: مش بقول لكم.. أنتم نايمين على ودانكم وهاتودونا في ستين داهية... إزاى تحصل أزمة الأنابيب الفظيعة المريعة اللى شغالة في البلد، والناس تقف عليها طوابير لحد ما توصل الأنبوبة الواحدة ل 70 جنيها في بداية عهدى كده ؟! ينفع الكلام ده وأنا لسه ما قلتش بسم الله الرحمن الرحيم حتى ؟!! دا أكيد فيه متآمرين، ولاد ستين في سبعين، عايزين يوقعونى ويدمروا البلد.... الوكيل الثانى عبد الحميد الهايص متداركا الأمر قبل تفاقمه: يا أفندم الموضوع دا كله إحنا متابعينه معاليك من ساعة ما انتشر ؛ بل من لحظة ظهوره الأولى، واتضح بعد الفحص والتدقيق والتمقيق... إن الحكاية دى كلها مجرد إشاعات مغرضة لا أساس لها من الصحة بتاتا البتة، وقد قمنا معاليك بإصدار بيان وزعناه على كل وسائل الإعلام دعما للشفافية اللى حضرتك أمرتنا بيها، واللى بتنشدها القيادة العليا والوضع تحت السيطرة جنابك، وكله تمام يا أفندم... المسئول الجديد متعجبا بتشكك واضح: يا سلام ؟!! كله تمام يا أفندم ! وأصدرتوا بيان كمان... طيب اقرأ لى البيان ده أما أشوف هببتوا فيه إيه ؟! عبد الحميد الهايص بعد أن أخرج نسخة من البيان من أحد الملفات التي يحملها في يده: يا أفندم قلنا في البيان أنه «رُصد خلال الفترة الماضية ظهور تكدسات من جانب المواطنين على بعض مستودعات البوتاجاز ببعض المحافظات للحصول على أسطوانات الغاز لتأمين احتياجاتهم، وهى ظاهرة غير مبررة ولم تحدث من قبل حيث إنه من المعروف عدم حدوث أي أزمات في سوق البوتاجاز خلال فصل الصيف وأن الكميات التي تم طرحها في الأسواق لم تقل عن المعتاد، وأن ما حدث ما هو إلا مجرد شائعات هدفها إثارة بلبلة الرأى العام ودفع المواطنين للتكالب على شراء كميات كبيرة من اسطوانات البوتاجاز لتأمين احتياجاتهم، وكذلك دفع بعض التجار للمزايدة غير المبررة للأسعار، والحمد لله يا أفندم الأمور استتبت بعد البيان ده والأزمة اتحلت وكله بقى عال العال... أومال تلاميذ معاليك يا باشا، اطمن حضرتك وحط في بطنك بطيخة صيفى إنه كله بقى تمام التمام يا أفندم. يُسرّح المسئولون بعض السيارات التابعة لهم وعليها بعض المواطنين الشرفاء يخبطون ويقرعون على الأنابيب طوال النهار لإثبات انتهاء الأزمة، وعندما يهجم عليهم المواطنون العاديون بأسطواناتهم الفارغة ليبدلوها يقولون لهم إن الكمية كلها تم تبديلها وهم في طريقهم لشحن السيارة بمزيد من الأنابيب الجديدة مع استمرارهم في التخبيط، وهكذا....، وعندما زادت الأمور عن حدها بعد تفاقم الأزمة وازدحام الطوابير لجأت وسائل الإعلام مباشرة إلى المسئول الجديد المهم جدا خالص لسؤاله عن هذه المهزلة فرد معاليه متفضلا بقوله: يا جماعة ما فيش داعى لتهويل الأمور.. لا توجد أزمة في أسطوانات الغاز ولا دياوله... دا حتى الأنابيب مش لاقية اللى يشتريها.. غيرش بس هم المواطنين اللى غاويين يقفوا في الطوابير عشان بيرفهوا عن نفسهم شوية ومش لاقيين حاجة يعملوها، فضا بقى نعمل إيه ؟! بس دا قدرنا كمسئولين إننا نستحملهم ونوفر لهم كل اللى نفسهم فيه، ولسه ياما هاندلعهم والله الموفق.