في مثل هذا اليوم ومنذ 23 عاما وفى الغربة بباريس رحل الموسيقار العبقرى بليغ حمدى بعيدا عن مصر التي عشقها واختزنها في الوجدان. بدأ حياته الفنية مع أولي خطوات ثورة يوليو كما ظهر أحمد بهاء الدين وصلاح جاهين ويوسف إدريس وكمال الطويل ومحمد الموجى وعبد الحليم حافظ. وكما كتب الدكتور خالد منتصر في مجلة نصف الدنيا عام 2000 فى ذكراه السابعة: كان يحلم بموسيقى مختلفة، موسيقى من الناس وإلى الناس، يرقصون على إيقاعها، ومن الممكن أيضا أن يحاربوا على نغماتها. ترك كلية الحقوق وهو في السنة الثالثة ليبدأ الغناء قبل التلحين حين أجازه محمد حسن الشجاعي في لجنة الاستماع بالإذاعة، ولم يعجبه الغناء فبدأ التلحين مع زميلته في الكلية فايدة كامل، ولنترك أحمد شفيق أبو عوف يحكي عن هذا اللقاء الأول فيقول: "طلبت من فايدة كامل الاستماع للحن دينى لشاب اسمه بليغ حمدى وما أن سمعت اللحن بغناء فايدة حتى أعجبنى الأسلوب الذي اتبعه هذا الشاب لتصبح الأغنية عميقة الأثر في نفس السامع وفى نفس الوقت أحسست بالبساطة والعمق فقلت هنيئا لأمة العرب بهذا الناشئ العبقرى". منذ منتصف الخمسينات سحرنا بليغ بألحانه عبر 1568 لحنًا هي كل عمره الفنى ضمت جميع القوالب الموسيقية الشرقية من أوبريت وأغنية خفيفة ونشيد دينى وأغنية وطنية وغيرها. سحر بليغ أم كلثوم حين استمعت إلى لحن (حب إيه؟) تبعتها أغنية (أنساك يا سلام) لمأمون الشناوى، ثم أغنية (كل ليلة وكل يوم)، (فات الميعاد)، (أنا وأنت ظلمنا الحب) لعبد الوهاب محمد، (بعيد عنك) وأخيرا (ألف ليلة وليلة).