ولأن الفرحة لا تفرق بين غني وفقير، فمع احتفالات المسلمين بعيد الأضحى المبارك، حرص البسطاء منهم على الاستمتاع بالبهجة، وأخذ نصيبهم منها على طريقتهم الخاصة، فحاولوا بكل ما تمتلك الأنفس الوصول لوسائل المتعة والرفاهية، ورسم البسمة على شفاه أطفالهم في محاولة لتجنب حرمانهم مما يتطلعون إليه. العربة الكاروا كانت أبرز وسائل الغلابة للاحتفال بالعيد، ركوب «العربة الكارو»، فبعد أن اختفت لعدة سنوات، رصد مشهد لعربة كارو تحمل الأطفال في إحدى المناطق الشعبية، وتتجول في الشوارع يتغنون الأغاني ويأكون الحلوى في رحلة غير مكلفة لأسر هؤلاء الأطفال، ليقبل عليها الأطفال والشباب ببهجة كبيرة.
المصيف ولأن المصايف وسيلة المتعة للفقراء والأغناء، حاول البسطاء عدم حرمان أبنائهم من ذلك، وتوافدوا على كورنيش النيل في شتى محافظات الجمهورية، فتحول بذلك لبلاج مفتوح ومصيف للبسطاء، وقام الأطفال بالسباحة في النيل.
القوارب الصغيرة ودخل ضمن نفس القائمة، ركوب القوارب الصغيرة التي تسع شخصا أو شخصين، يعد استئجار القارب الصغير «فسحة الغلابة»، نظرا لانخفاض سعره، والذي يتراوح من 10 إلى 15 جنيها في الساعة، مقارنة بأسعار استئجار اليخوت التي يتم استئجارها من داخل قلعة قايتباي، ويتراوح أسعارها من 500 إلى 1000 جنيه، وعدد أفرادها من 10 وحتى 35 فردا، ويتضمن قضاء يوم في وسط البحر السباحة أو ممارسة هواية صيد الأسماك، وتتراوح الأسعار وفقا لسعة اليخت والمدة التي يستمر بها داخل مياه البحر.
تسلق الأسوار وعندما تطلع أطفال البسطاء لوسائل متعة أعلى من حيث التكلفة، قصدوا دخول الحدائق والمنتزهات والتي على رأسها حديقة الأزهر بارك والفسطاط بالقاهرة، وكذلك حديقة الحرية بالزمالك، وتسلقوا الأسور والأشجار لتجنب دفع التذاكر، وسط غياب لأمن الحديقة.
ملاهي المناطق الشعبية كما خصصت ملاهي في المناطق الشعبية للغلابة، تحتوي على المراجيح البسيطة والنطاطة وغيرها من الألعاب، «جنيهان» للفرد إلى جانب مسرح العرائس المتحركة والأراجوز، يتراوح أسعارها ما بين 2:7 جنيهات، وعلى رأسهم " "كوكي بارك الغلابة" بالغربية، التي شهدت توافد كبير من قبل الأهالي للترويح عن أبنائهم.
ملاهي الخشب وتجمع أطفال البسطاء بقرية دميرة التابعة لمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية حول «ملاهي بالأخشاب»، حيث جمع أهاليهم أخشابا وصمموها على هيئة «مراجيح»، وأقبل عليها العشرات من الأطفال، وسط حالة من البهجة، تعيد الذكريات الجميلة لدى الأهالي عند الاحتفال بالعيد.