انطلقت أمس فاعليات الدورة الحادية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط بالمملكة الأردنية الهاشمية عمان، بحضور 24 من رؤساء الطوائف المسيحية بمنطقة الشرق الأوسط وذلك لمناقشة أوضاع المسيحيين، ومقرر استمرار الفاعليات حتى غد للخروج بتوصيات وآليات للعمل المرحلة المقبلة. ويناقش اللقاء أوضاع مسيحيي الشرق في ظل الأوضاع الراهنة، وما يهددهم بالهجرة والتهجير القصري والنزوح الداخلي والخارجي في عدد من بلدانه التي شهدت منذ سنوات، وآليات تفعيل دور الحوار الإسلامي-المسيحي. كما يشهد اللقاء توصيات عملية للأربع سنوات القادمة، وتنتهي أعمال الجمعية بانتخاب الرؤساء الجدد المُمثلين للعائلات الكنسية المشاركة والأعضاء التي تشكل المجلس واللجنة التنفيذية الجديدة التي ستراقب تنفيذ قرارات الجمعية العمومية، كما يتم انتخاب الأمين العام. وبدأت جولة الافتتاح بترحيب البطريرك ثيوفيلوس، رئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسية، بالحضور شاكرًا الأردن قيادةً وشعبًا على حفاوة الاستقبال، ولفت إلى أن نهجا عربيا هاشميا اعتاد عليه كل من يطأ أرض الأردن، الحضن الآمن لكل من هجر ونزح من وطنه بسبب الحروب والاضطهاد. وأثني على دور الأردن وقيادته في الوقوف بصلابة إلى جانب مسيحيي المشرق على مر التاريخ، واستضافته للاجئين وحفظ كرامتهم، ومساندته قضايا مسيحيي الشرق وصون حرية معتقداتهم ومقدساتهم. كنا عرض كاثوليكيوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول، وضع الشرق الأوسط حاليا من أعباء وتضييق على المسيحيين نتاج الأعمال الحروب والإرهاب والاضطهاد، وأعرب عن تمنيه خروج الجمعية العامة بتوصيات قابلة للتطبيق من أجل التخفيف عن الشعوب المضطهدة ومسيحيّي البلدان الواقعة تحت الحروب. العيش المشترك بينما جاءت كلمة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسة، أكد أن الكنيسة تؤدي دورًا اجتماعيًا فعالًا في خدمة الأوطان، داعيًا إلى أن يتكامل صوت المسيحيين مع صوت المسلمين في حفظ العيش المشترك بأبهى أشكاله على الرغم من الصعوبات التي تواجه الشرق. وشدد على ضرورة أن يعمل المسلمون والمسيحيون في الشرق الأوسط في سبيل حفظ إنسانية الإنسان بإعلاء القيم والمبادئ النبيلة ورفض العنف والتطرف. كما أكد بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق على حضور المسيحيين كمواطنين في الشرق وشركاء في المسئولية، وأن مجلس كنائس الشرق الأوسط هو أداة حية لإحياء هذا الحضور بفاعليته، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ إجراءات حيال ما يجري للأقباط بعدد من مناطق الشرق. أما القس الدكتور أندريه زكي، رئيس الكنيسة الإنجيلية في مصر، أكد أن اللقاء يأتي في وقت حاسم في منطقتنا العربية، مرجعا ذلك لحالة عدم الاستقرار والغليان المستمر بالمنطقة. موضحا أن المسيحيين ينالون النصيب الأكبر من عدم الاستقرار، والتحدي الأساسي الذي يواجههم كمسيحييّن هو ليس تجاوزنا الظروف الصعبة، بل في أن صناعة فرق في بلادنا وكنائسنا. وتحدث بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس ثيودوروس الثاني، وقال: "إن الصليب يعطينا القوة نحو القيامة لنحفظ رسالتنا في الشهادة لقيم الحرية والعدالة". وعبّر بطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس إفرام الثاني عن الحاجة إلى وقفة قوية لتأكيد العيش المشترك وإنهاء مسببات زعزعته. وبعد أن رفع الصلاة للأسرى والمخطوفين والمتألمين، دعا للعمل من أجل إنقاذهم والتخفيف من جروحهم. ودعا رئيس العائلة الإنجيلية في المجلس، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة المطران منيب يونان، إلى الخروج برسالة واضحة قوية في المشرق العربي، مشددًا على استلهام رسالة عمّان، وواجب تكثيف الجهود وتوحيد الكلمة من هذا المشرق تحقيقًا لموقف إنساني شامل. وقال بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام، أن المؤمنين ينتظرون منا موقفًا كنسيًا مشرقيًا قويًا أمام هذه الأوضاع، ولا بدّ من صوت كنسي واحد صريح يطالب دول العالم. مشددا بضرورة وجود حلف عالمي عربي أوروبي مسيحي إسلامي، لأجل السلام والوحدة الروحية المسكونية النموذجية، وهي شهادة إنجيلية فريدة أمام شعبنا ولأجل خدمته.