تعد مشكلة الباعة الجائلين في أسوان من أبرز المشكلات التي تعاني منها المحافظة، وخاصة أنهم يحتلون أكثر المناطق حيوية بالمدن لبيع بضائعهم، ما يشوه الوجه الحضاري للمحافظة السياحية، وعلى الرغم من رفع إشغالاتهم مرات عديدة، ولكن تعود مرة أخرى، وتستلزم الأمور وضع بدائل لتلك الباعة الجائلين حتى تنجح أعمال الحملات الأمنية. وأصبح الباعة الجائلون يلعبون لعبة «القط والفأر» مع رجال الأمن ومجلس المدينة، حيث يتركون أماكنهم في أثناء قيام الحملات الأمنية، ويعودون إليها مرة أخرى عقب مغادرتهم للمكان، وفور تولي مدير الأمن اللواء مجدي موسى منصبه، تشن حملات يومية وخاصة بمنطقة السوق السياحية، ولكن مازالت المشكلة قائمة لأن الباعة الجائلين يرفضون ترك أماكنهم التي يسترزقون من ورائها. وقال قدري محمد، أحد الباعة الجائلين بمنطقة السوق السياحية، إن المحافظة أنشأت لهم "سوقًا" في منطقة النفق، وعندما بدءوا في تجهيز محالهم صدر قرار من المحافظ السابق بهدمها دون إرسال أي إنذارات لهم، ما دفعهم إلى افتراش الأرصفة في السوق السياحية لبيع بضائعهم التي يسترزقون منها. وأضاف ل«فيتو» أن تلك المشكلة يواجهها نحو 101 بائع ليس لديهم أي دخل أخرى سوى التجارة للإنفاق على أسرهم، والحملات الأمنية تخرج بشكل يومي ليتركوا أماكنهم مما يرهقهم ويعود عليهم بالضرر، مطالبًا بتوفير بدائل لهم لبيع بضائعهم، وخاصة في أيام الموسم حتى يستطيعوا الإنفاق على أسرهم. وأعلنت محافظة أسوان في وقت سابق عن إنشاء "2 سويقة جديدة تضم 100 بايكة ومحل تجاري فوق المساحة الناتجة من تغطية المرحلتين الأولى والثانية لمصرف السيل بطول 300 متر"، واستكمال إنشاء 4 سويقات جديدة تضم 200 بايكة ومحل تجاري على المساحة الناتجة من تغطية المرحلة الثالثة لاستيعاب كل الباعة الجائلين والقضاء على الإشغالات والأسواق العشوائية والتلوث البيئي بالشوارع الداخلية للمدينة. وعلى الرغم أن ناجح مصطفى رئيس مركز ومدينة أسوان قال في تصريحات ل«فيتو» إن الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان ليس لديها أي مانع لتبنى مقترح "إنشاء سوق العيد"، وجار إعداد دراسة كاملة عن التجهيز والإعداد لهذا السوق تمهيدًا لعرضها على اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان والبدء فيه من العيد القادم في حالة الموافقة، ولكن لم يتم الإعلان عن أي نتائج على أرض الواقع بخصوص دراسة المقترح. وكان الخبير السياحي بأسوان، عبد الناصر صابر، ونقيب المرشديين السياحين سابقًا، إنشاء ما يُسمى ب"سوق العيد" على أرض المعارض بالقرب من المسلة الناقصة، ومستشفى الحميات يكون قبل العيدين بأسبوعين أو ثلاثة، ويكون لكل من يريد أن يبيع أو يشتري، موضحًا أن ذلك سيكون حلًا لمشكلة الازدحام في أسوان، خاصة بعد الإفطار في شوارع الشواربي وأبطال التحرير والشوارع الحيوية التي يفترشها الباعة الجائلين. ولفت في تصريح خاص ل«فيتو»، أنها فكرة بسيطة ممكن يقررها المحافظ اليوم بإنشاء سوق العيد وفتح الساحة التي يقام بها المولد النبوي بالقرب من النجدة لتكون سوق العيد هناك وينتقل كل الباعة الجائلين إلى هناك، ويعلن عن هذا، ولديهم مكان فسيح لهم وللمشترين، وتكون السوق ليلًا فقط، متمنيًا الاستجابة السريعة لتلك الفكرة لكي تتخلص الشوارع من الازدحام والاختناق المروري بوسط المدينة. وفي السياق ذاته قال مدير أمن أسوان اللواء مجدي موسى إن حملات الإزالة مستمرة على مستوى المحافظة بشكل يومي، وخلال فترة قصيرة سيتم إزالة جميع الإشغالات وخاصة في السوق السياحية لإعادة الوجه الحضاري للمدينة السياحية، ويشعر المواطن بالوجود الشرطي في الشارع على مدى اليوم. أضاف ل«فيتو» أنه سيتم التنسيق مع محافظ أسوان لإيجاد بديل للباعة الجائلين الذين يفترشون في السوق السياحية، حفاظًا على الجانب الإنساني للبائع لأنه يتكسب من وراء عمله ليعول أسرته، مشيرًا إلى أن حملات الإزالة تعمل على رفع الإشغالات والتعديات من أماكن مختلفة بالمحافظة لتطبيق القانون.