يمارس لوبى "كبار المطورين العقاريين"، ضغوطا قوية على الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات، بهدف تمرير العديد من القرارات والمشروعات التي تخدمهم وتساعدهم في تحقيق طموحاتهم للحصول على المزيد من المكاسب المادية وغير المادية. ونجح بالفعل لوبى "المستثمرين العقاريين" خلال الفترة الأخيرة في الضغط على الوزير، ومرر عددا من القرارات لخدمة مصالحهم في المقام الأول، وأبرزها تعديلات اللائحة العقارية لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والتي رفضها مجلس الدولة مؤخرا، إلا أن الوزير رضخ لضغوط ورغبات المستثمرين العقاريين وأعد تعديلات تخدم العقاريين في المقام الأول، وتهدر العديد من حقوق الدولة، وفقا لآراء خبراء ومراقبين للسوق. وأقرت تعديلات اللائحة العقارية العديد من التسهيلات والمزايا لرجال الأعمال والمستثمرين أبرزها عدم سحب الأراضى من المستثمرين إلا في أضيق الحدود، والتزام الدولة ممثلة في وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة بتسليم الأراضى للمستثمرين والمطورين العقاريين مرفقة، كما أقرت تعديلات اللائحة ولأول مرة نظام الشراكة بين الهيئة والمستثمرين، وهو الأمر الذي طالب به المستثمرون كثيرا خلال الحكومات السابقة، ونجحت ضغوطهم على وزير الإسكان في أن تجنى ثمارها والموافقة على تنفيذ هذه الآلية التي تساعد المستثمرين في الحصول على الأراضى بمساحات كبيرة، وعدم تحمل أعباء مالية نظير قيمة الأرض، والدخول في نظام شراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بحيث تتيح للمستثمر سداد قيمة الأرض عينية للوزارة، ويجوز للهيئة طرح المشروعات للمشاركة عن طريق المزايدة العلنية أو بالأظرف المغلقة، وتكون المزايدة في هذه الحالة على قيمة نسبة الهيئة من متحصلات المشروع وعلى مقدم ثمن الأرض إن وجد، وستكون المشاركة بإحدى طريقتين أو بكلتيهما معا، منها المشاركة نظير نسبة من إيرادات المشروع، أو المشاركة نظير مقابل عينى من وحدات المشروع، على أن تكون الموافقة على جميع أنواع المشاركة بقرار من مجلس إدارة الهيئة. من جانبه علق الدكتور رضا حجاج، أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، قائلا: "الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان يتحرك في اتجاهين لإرضاء رجال الأعمال والمستثمرين، في تكرار لما كان يحدث في عهد ونظام حسنى مبارك. وأشار إلى أن رجال الأعمال يسعون لصياغة اللوائح والقوانين التي تخدم مصالحهم، ويمارسون كل أشكال الضغط على الحكومة وخاصة الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان، لتمرير القرارات التي تخدم مصالحهم، لافتا إلى أن الحكومة ترضخ بسهولة لضغوط هؤلاء نتيجة عجزها عن إيجاد حلول عملية للأزمة الاقتصادية التي تعانى منها البلاد. ولفت إلى أن لوبى رجال الأعمال يمارسون ضغوطهم عبر أشكال عديدة، ومنها عبر استخدام وسائل الإعلام المختلفة، والضغط في اتجاه ما يريدون، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي والشعب المصرى من يدفع الثمن لذلك.